وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٣٨١
شيعوا سيدكم وسيدي، فلما بصر به الخزرج خروا سجدا، فلما خرج (ع) دعاهم المتوكل ثم أمر الترجمان أن يخبره بما يقولون، فقال لهم: لم لا فعلتم وما أمرتكم به فقالوا: هيبة منه وقد رأينا حوله أكثر من مائة ألف سيف لم نقدر أن نتأملها فمنعنا ذلك عما أمرتنا، وامتلئت قلوبنا رعبا من ذلك، فقال المتوكل:
يا فتح هذا صاحبك وضحك في وجه الفتح وضحك الفتح في وجهه، وقال:
الحمد لله الذي بيض وجهه وأنا حجته، فيالله من هذه النفوس الملعونة التي قدمت على مخالفة ربها ولم تبالي بمقارفة ذنبها، فسحقا لها وتبا فلقد باءت بالخسران وأطاعت الشيطان وقطعت الأرحام، ونصرت العدوان.
ولله در من قال:
[ثلت عروشك يا بني العباس * مذ صرت أعداء لخير الناس] [عمدت يداك لهدم كل مشيد * في الدين قد زادت على الأرجاس] [من آل سفيان وآل أمية * أهل الشقاق نتيجة الخناس] [وهم وإن قتلوا الحسين عداوة * لكنهم عفوا عن الأرماس] [صيرتم حفرا لهم ومبانيا * سكنوا بها فالحزن أصبح رأسي] [فلأنثرن مدامعي بمجامعي * وأدير كأس الحزن في جلاسي] [تالله لا أنسى الحزين مصابه * فلحزنكم والله لست بناسي] [هيهات أسلوا حزنكم ومصابكم * فمصابكم أدهى لطود رواسي] وفي مهج الدعوات بإسناده عن زرافة صاحب المتوكل وكان شيعيا أنه قال: كان المتوكل يحضر الفتح بن خاقان عنده ويقربه منه دون ولده وأهله، فأراد أن يبين فضله وموضعه عنده، فأمر جميع مملكته من الاشراف ومن سائر الجند وغيرهم والوزراء والامراء والقواد وسائر العسكر ووجوه الناس أن يزينوا بأحسن زينة، ويظهروا في أفخر عددهم وذخائرهم، ويخرجوا مشاة بين يديه، وأن لا يركب أحد إلا هو والفتح بن خاقان خاصة بسر من رأى. ومشى الناس بين أيديهما على مراتبهم رجالة، وكان يوما قائضا شديد الحر، فأخرجوا
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»
الفهرست