وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٣٥٩
المجلس الثاني فيما خصه الله به من المعجزات الروحانية والجسمانية، وما آثره الله به من مكارم الأخلاق الربانية، وهي التي أوجبت المحاولة لاطفاء نوره (ع)، وإخماد أثر حياته، وكشف بدوره والأشخاص في منازله ودوره، وما لقي بها من مصائب لا تحصى ونوائب لا تستقصى. ففي الخرائج والجرائح عن يحيى بن هرثمة قال: دعاني المتوكل وقال لي: اختر ثلاثمائة رجل ممن تريد واخرجوا إلى الكوفة، ثم ذكر مثلما تقدم إلى أن قال: فاحضروا علي بن محمد الهادي (ع) إلى عندي مكرما مبجلا ففعلت وخرجنا، وكان في أصحابي قائد من الشراة، وكان لي كاتب يتشيع وانا على مذهب الحشوية، وكان ذلك الشاري يناظر ذلك الكاتب وكنت أستريح إلى مناظرتهما لقطع الطريق، فلما وصلنا إلى وسط الطريق قال الشاري للكاتب: أليس من قول صاحبك علي بن أبي طالب (ع) أنه ما في الأرض بقعة إلا وهي قبرا وستكون قبرا فانظر إلى هذه البرية أين من يموت فيها حتى يملأها قبورا كما تزعمون؟ قال: فقلت للكتاب هذا من قولكم؟ قال: نعم، قال قلت: أين من يموت في هذه البرية العظيمة حتى تملأ قبورا؟ وتضاحكنا عليه ساعة حتى انخذل الكاتب في أيدينا.
قال: فسرنا حتى دخلنا المدينة، فقصدت باب الهادي (ع) فدخلت عليه، فقرأ كتاب المتوكل فقال: أنزلوا وليس في وجهتي خلاف، قال: فلما
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»
الفهرست