وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٣٧٠
تعلمون) (2) يا فتح كما لا يوصف الجليل جل جلاله، والرسول (ص)، والخليل (ع) يعني علي (ع)، وولد البتول، فكذلك لا يوصف المؤمن المسلم لأمرنا، فنبينا أفضل الأنبياء، وخليلنا أفضل الأخلاء، وأكرم الأوصياء، وأسمهما أفضل الأسماء، وكنيتهما أفضل الكنى، لو لم يجالسنا إلا كفو لم يجالسنا أحد، ولو لم يزوجنا الا كفو أحد، أشد الناس تواضعا أعظمهم حلما وأنداهم كفا وأمنعهم كنفا، ورث عنهما أوصيائهما علمهما فاردد إليهما الامر وسلم إليهم، أماتك الله مماتهم وأحياك حياتهم إذا شئت رحمك الله.
قال الفتح: فخرجت فلما كان من الغد تلطفت في الوصول إليه وسلمت عليه السلام فقلت: يا بن رسول الله أتأذن لي في مسألة اختلجت في صدري ليلتي هذه؟ قال: اسأل وإن شرحتها فلي، وإن أمسكتها فلي فصحح نظرك، وأثبت في مسألتك، واصغ في جوابها سمعك، ولا تسأل مسألة تعنت واعتن بما تعتني به، فإن العالم والمتعلم شريكان في الرشد مأموران بالنصيحة منهيان عن الغش، فالذي اختلج في صدرك إن شاء العالم أنبأك به، إن الله لم يظهر على غيبة أحدا إلا من ارتضى من رسول، فكل ما كان عند الرسول كان عند العالم، وكل ما اطلع عليه الرسول أطلع عليه العالم، كي لا تخلو أرضه من حجة يكون له علم على صدق مقالته وجواز عدالته، يا فتح عسى الشيطان أراد اللبس عليك فأوهمك في بعض ما أودعتك، وشككت في بعض ما أنبأتك حتى أراد إزالتك عن طريق الله الذي فرضه الله والصراط المستقيم، فقلت: متى أيقنت أنهم كذا فهم أرباب، معاذ الله فهم مخلوقون مربوبون مطيعون لله داخرون راغبون، فإذا جاءك الشيطان من قبل ما جاءك، فاقمعه بما أنبأتك به، فقلت له: جعلت فداك فرجت عني وكشفت ما لبس الملعون علي بشرحك، فقد كان أوقع في خلدي أنكم أرباب، قال: فسجد أبو الحسن (ع) وهو يقول

(2) سورة النحل، الآية: 43 وسورة الأنبياء، الآية: 7.
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 373 374 375 376 ... » »»
الفهرست