وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٣٦٣
فجعل يمسح بيده على كل واحد منهم ثم يشير له بالاعتزال فيعتزل ناحية حتى اعتزلت كلها ووقفت بأزائه فقال له الوزير ما هذا صوابا، فبادر بإخراجه من هناك قبل أن ينتشر خبره فقال له يا أبا الحسن ما أردنا بك سوءا، وإنما أردنا أن نكون على يقين مما قلت، فأحب أن تصعد فقام (ع) وصار إلى السلم وهم حوله يتمسحون بثيابه، فلما وضع رجله على أول مرقاة انتقل إليها بوجهه وأشار لها بيده أن ترجع فرجعت، وصعد (ع) ثم قال كل من يزعم أنه من ولد فاطمة (ع) فليجلس في ذلك المجلس فقال المتوكل للمرأة: انزلي فقالت الله الله في، فقد ادعيت الباطل، وأنا بنت فلان حملني الضر على ما قلت فقال المتوكل: ألقوها إلى السباع فاستوهبتها منه أمه.
وزاد في كتاب المناقب فيها قال علي بن الجهم: لو جربت قوله على نفسه يا أمير المؤمنين فصرفت حقيقة قوله، فقال: افعل فتقدم إلى قوام السباع فأمرهم أن يجوعوهم ثلاثة أيام ويحضروهم القصر، فترسل في صحنه، وقعد في المنظر وأغلق أبواب الدرجة، وبعث إلى أبي الحسن (ع) وأمره أن يدخل من باب القصر، فدخل (ع) فلما صار في الصحن أمر أن يغلق الباب، وخلا بينه وبين السباع في الصحن.
قال علي بن يحيى: وأنا كنت في الجماعة وابن حمدون، فلما مشى في الصحن يريد الدرجة مشت إليه السباع، وقد سكنت من زئيرها ولم يسمع لها حس، حتى تمسحت به ودارت حوله، وهو (ع) يمسح رؤوسها بكمه ثم ضربت بصدرها الأرض فما مشت ولا دارت حتى صعد الدرجة، وقام المتوكل ودخل فارتفع أبو الحسن (ع) وقعد طويلا، ثم قام (ع) فانحدر ففعلت السباع كفعلها به الأول، وفعل (ع) بها كفعله الأول فلم تزل رابضة حتى خرج من الباب الذي دخل منه، وركب فانصرف واتبعه المتوكل بمال جزيل وصله به.
قال إبراهيم بن الجهم فقلت يا أمير المؤمنين: أنت إمام فافعل كما فعل ابن عمك، فقال والله لئن بلغني عنك أحد من الناس بذلك لأضربن عنقك
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»
الفهرست