وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢٩٤
[رزايا أرتنا خضرة الأفق حمرة * وردت أجاجا طعم كل فرات [سأبكيهم ما ذر في الأرض شارق * ونادى منادي الخير للصلوات] [وما طلعت شمس وحان غروبها * وبالليل أبكيهم وبالغدوات (1)] وفي رواية الصدوق (ره) أنه لما وصل دعبل (رض) إلى قوله:
[خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله والبركات] [يميز فينا كل حق وباطل * ويجزى على النعماء والنقمات] بكى الرضا بكاء شديدا ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الامام ومتى يقوم؟ فقال: لا يا مولاي إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد ويملأها قسطا وعدلا كما ملئت من قبل مخرجه ظلما وجورا، فقال (ع): يا دعبل الإمام بعدي ابني محمد (ع)، وبعد محمد ابنه علي (ع)، وبعد علي ابنه الحسن (ع)، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله تعالى ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، وأما متى فاخبار عن الوقت ولقد حدثني أبي (ع) عن آبائه (ع) عن علي (ع) عن النبي (ص) قيل له: يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك؟ فقال (ص): مثله مثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة.
فلما فرغ دعبل من إنشاد القصيدة أنفذ إليه الرضا (ع) بمائة دينار رضوية وقال اجعلها في نفقتك فقال دعبل (رض): والله ما لهذا جئت ولا قلت هذه القصيدة طمعا في شئ، فرد الصرة وسأله ثوبا من ثيابه ليتبرك به فأنفذ إليه جبة خز مع الصرة وقال للخادم: قل له خذ هذه الصرة فإنك ستحتاج إليها ولا

(1) القصيدة مؤلفة من 115 بيت موجودة في ديوان دعبل بن علي الخزاعي ص 124.
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»
الفهرست