وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢٨٣
وفي غيبة الشيخ الطوسي: والتصريح بأن الرضا (ع) كفنها في قميصه والترجيح لما دل على بقاءها بعد ذلك تسعة أشهر لقوته بالاشتهار في المعتمد عليه من كتب الاخبار، هذا ولم يزل الرشيد أيام حياته يتربص به الدوائر العظام ويقصده بالسجن ويجرعه الآلام حتى ألقاه في بركة السباع كما فعل بأبيه الكاظم (ع) إلا أن الرضا لعلمه بأن الذي يجسر بإهلاكه إنما هو المأمون بما يكيده به هارون.
وفي مهج الدعوات: قال الفضل بن الربيع اصطبح الرشيد يوما ثم استدعى حاجبه فقال له: امض إلى علي بن موسى العلوي وأخرجه من الحبس والقه في بركة السباع، قال الربيع: فما زلت ألطف به وأرفق وهو لا يزداد إلا غضبا وقال: والله لئن لم تلقه إلى السباع لألقينك عوضه، قال: فمضيت إلى علي بن موسى الرضا فدخلت عليه وقلت: إن أمير المؤمنين أمرني بكذا وكذا فقال (ع): إفعل ما أمرت به فإني مستعين بالله عليه، وهو يمشي معي إلى أن انتهيت إلى البركة، ففتحت أبوابها وأدخلته فيها وفيها أربعون سبعا، وعندي من الغم والقلق أن يكون قتل مثله على يدي ثم عدت إلى موضعي، فلما انتصف الليل أتاني خادمه وقال: إن أمير المؤمنين يدعوك فصرت إليه فقال:
لعلي أخطأت البارحة بخطيئة وأتيت منكرا، فإني رأيت البارحة مناما هالني، وذلك أني رأيت جماعة من الرجال دخلوا علي وبأيديهم سائر السلاح وفي وسطهم رجل كأنه القمر فدخل إلى قلبي منه هيبة فقال لي منهم قائل: هذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فتقدمت إليه لأقبل يديه فصرفني عنه وقال:
(أفهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) (1) ثم حول وجهه عني ودخل بابا، فانتبهت فزعا مذعورا لذلك. فقلت: يا أمير المؤمنين أمرتني أن ألقي علي بن موسى الرضا للسباع فقال لي: يا ويلك ألقيته؟ فقلت:

(1) سورة محمد، الآية: 22.
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»
الفهرست