ومعجزة فغضب عليه (ع) وصاح بالصورتين: دونكما الفاجر الكافر فافترساه ولا تبقيا له عينا ولا أثرا، فوثبت الصورتان وقد صارتا أسدين فتناولا الحاجب ورضضاه وهشماه وأكلا لحمه ولحسا دمه والقوم ينظرون متحيرين، فلما فرغا منه أقبلا على الرضا (ع) وقالا: يا ولي الله مرنا نفعل بالمأمون كما فعلنا بهذا الفاجر فقال (ع): عودا إلى مقركما كما كنتما فإن لله تعالى فيه تدبير، فلما سمع المأمون ذلك وقع مغشيا عليه فقال الرضا (ع): صبوا عليه ماء الورد وطيبوه، ففعلوا فأفاق من غشوته وعاد الأسدان إلى مكانهما فقال المأمون:
الحمد لله الذي كفانا شر حميد بن مهران ثم قال للرضا: يا بن رسول الله (ص) هذا الامر لجدكم رسول الله ثم لكم.
ولم يزل المأمون ضئيلا إلى أن قضى في علي بن موسى الرضا ما قضى فيا ويل أولئك الأرجاس من بني العباس كيف حملهم حب الدنيا الدنية على قطع رحمهم مع اعترافهم بأنهم سادات الناس وكيف لا يستخفون من الله ويستخفون من الناس.
شعر للمؤلف رحمه الله:
[أولى فأولى لهم ما ذنب حيدرة * فيهم ليغشاه في أولاده الألم] [أليس لم يأل في العباس جدهم * جدا أيجلب الذي فيه له الغم] [فدونكم سبة شنت اغارتهم * أفعالكم إنها أفعالكم تصم] وعن سليمان الجعفري قال: كنت مع الرضا في حائط له وأنا أحدثه إذ جاء عصفور فوقع بين يديه وهو يكثر الصياح ويضطرب، فقال (ع): أتدري ما يقول؟ فقلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم فقال (ع): يقول لي: إن حية تريد أن تأكل أفراخي في البيت فقم وخذ تلك النسعة واقتلها، قال: فأخذت النسعة ودخلت البيت وإذا أنا بحية تجول في البيت فقتلتها.
وعن عمار بن زيد قال: خرجت مع سيدي علي بن موسى الرضا (ع) إلى