وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢٨٦
أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا، وكانت عادة الرضا إذا أراد الدخول على المأمون [أن] يبادر من بالدهليز من الحاشية والحجاب بالسلام عليه ورفع الستر بين يديه، فلما نفروا منه تواصوا بينهم وقالوا: إذا جاء الرضا ليدخل على الخليفة أعرضوا عنه ولا ترفعوا الستر له، فلما جاء الرضا على عادته لم يملكوا أنفسهم إلا أن سلموا عليه ورفعوا له الستر على عادتهم، فلما دخل (ع) أقبل بعضهم على بعض يتلاومون وقالوا: النوبة الآتية إذا جاء لا نرفع له الستر، فلما جاء في ذلك اليوم قاموا وسلموا عليه ووقفوا ولم يبتدروا إلى رفع الستر، فأرسل الله ريحا شديدا ودخلت في الستر فرفعته أكثر مما كانوا يرفعونه فدخل، فسكنت الريح فعاد [الستر] إلى ما كان عليه، فلما خرج (ع) عادت الريح ودخلت في الستر فرفعته حتى خرج (ع) ثم سكنت فعاد الستر، فلما ذهب (ع) أقبل بعضهم على بعض وقالوا: هل رأيتم؟ قالوا: نعم فقالوا: يا قوم هذا رجل له عند الله منزلة عظيمة ولله به عناية، ألم تروا أنكم لما لم ترفعوا الستر أرسل الله له الريح وسخرها له كما سخرها لسليمان بن داوود (ع) فارجعوا إلى خدمته فهو خير لكم. فعادوا على ما كانوا عليه وزادت عقيدتهم فيه.
شعر للمؤلف رحمه الله تعالى:
[للامام (الرضا) مناقب شتى * قد روتها الأصحاب والأعداء] [يعجز الحاسبون عن نشر بعض * ومحال لكلها الاحصاء] [كم أتاح العدى له مهلكات * فيجئ الرضا منها الرخاء] [سل بها بركة السباع ففيها * معجز للولي فيه الشفاء] [رام منها الرشيد فيها افتراسا * للرضا روحنا إليه الفداء] [فأتته لعزه خاضعات * إذ بدا من بهائه الكبرياء] [وانثنى الرجس خائبا ذاك فضل * الله يؤتيه من عباده من يشاء] [وبطبع الحصاة أجلى دليل * إنه للهدى إمام سواء] [مظهر إنه خليفة من في * كفه سبح الإله الحصاء]
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»
الفهرست