وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢٨٠
وأنهم أول بارز من حمى خزانة الرحمن، وأن الوجود بهم فتح بابه، وبهم يختم كتابه، فكانوا صلوات الله عليهم في هذه الدار الفانية في علو الشأن، بعد بروزهم من عالم الغيب إلى عالم العيان، نجوما زاهرة، وأنوار ظاهرة، كلما خفي نجم بدا نجم، وكلما انطمس علم بدا علم، وأعدائهم الذين هم قائمون على سوق الجد والاجتهاد في إطفاء تلك الأشعة الظاهرة كالنار على العلم (يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) (1) فكم كابدت تلك الفرقة المحمدية، والسلالة العلوية، والسترة الفاطمية، من أجلاف التيمية والعدوية وأسلاف الأموية الغوية، والعجب كل العجب مما ارتكبته فيهم العباسية الغبيبة، حيث لم يألوا فيهم آلا ولا ذمة ولا قرابة نسبية، ولا حمية إسلامية ولا جاهلية، ولم يكفهم غصبهم حق الإمامة التي هي الرئاسة الكلية، بل تركوهم في هذه الدنيا الدنية، بين مسموم ومذبوح ومفقود بين البرية ومسجون ومطرود في البرية، حتى انتهت النوبة إلى الامام الثامن، الذي هو لمن زاره على بعد مداه بالجنان ضامن، فإنه لما قام بأعباء الخلافة الحقية، وعمر أقطار الأرض بولايته العدلية، وسيرته المعصومية، وشريعته المحمدية، وشجاعته العلوية، وسخاوته الحسنية، وصلابته الحسينية، وعبادته السجادية، وعلومه الباقرية، وسياسته الصادقية، وحلومه الكاظمية، وأخلاقه الرضوية، هم به طاغية زمانه الهموم وعزم على تقطيع كبده الشريفة بذعاف السموم، حتى قضى بالسم نحبه ولقي بالكرب ربه الحي القيوم.
شعر للمؤلف رحمه الله تعالى:
[يا حبذا عترة بدأ الوجود بهم * وهكذا بهم ينها ويختتم] [من مثلهم ورسول الله فاتحهم * وسبطه العقد والمهدي ختمهم] [فمن تولى سواهم إنهم ندموا * إذ في الممات على ما قدموا قدموا] * (هامش ص 280) (1) سورة التوبة، الآية: 32. *
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 277 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»
الفهرست