[وعليك صلى خالقي * ما لاح نجم أو أضا] ولما قبض الله أباه إلى روح الجنان، وظهر وصيه بين الخاص والعام وبين الإنس والجان، أظهرت عداوته بنو أمية والعدوان، وقابلوه بالتكذيب وضيقوا عليه الواسع الرحيب حيث كانت إمامته (ع) أربع وثلاثين سنة، وكان في أيام إمامته بقية خلافة هشام وملك الوليد ويزيد بن الوليد بن عبد الملك الملقب بالناقص، وملك إبراهيم بن الوليد، وملك مروان بن محمد الحمار ثم صارت المسودة من أهل خراسان مع أبي مسلم سنة اثنين وثلاثين ومات فملك أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي عبد الله بن العباس الملقب بالسفاح أربع سنين وثمانية أشهر، ثم ملك أخوه عدو الله أبو جعفر المنصور إحدى وعشرين سنة وأحد عشر شهرا، وتوفي الصادق (ع) بعد عشر سنين من ملكه وهو ابن خمسة وسبعين سنة، فلا زالت هذه الأمور من الامراء من بني العمومة والاخوة ممن نازع أباه أمره حتى أنه لما احتضر أبو جعفر الباقر (ع) عند الوفاة دعا ابنه الصادق (ع) ليعهد إليه عهدا فقال أخوه زيد بن علي: لو امتثلت في بمثالة الحسن والحسين (ع) لرجوت أن لا تكون أتيت منكرا فقال: يا أبا الحسن إن الآيات ليست بالمثال ولا العهود بالرسوم، وإنما هي أمور سابقة من حجة الله عز وجل.
وفي كتاب النصوص عن محمد بن مسلم قال: كنت عند أبي جعفر (ع) محمد بن علي الباقر (ع) إذ دخل ابنه جعفر وعلى رأسه ذؤابة وفي يده عصا يلعب بها، فأخذه الباقر (ع) وضمه إليه ضما شديدا ثم قال: بأبي وأمي لا تلهو ولا تلعب، ثم قال لي: يا محمد هذا إمامك بعدي فاقتد به واقتبس من علمه، والله إنه لهو الصادق الذي وصفه لنا رسول الله (ص)، وإن شيعته منصورون في الدنيا والآخرة، وأعداءه ملعونون على لسان كل نبي، فضحك واحمر وجهه والتفت إلي وقال: سله، قلت: يا بن رسول الله من أين الضحك؟ فقال: يا أبا محمد العقل من القلب، والحزن من الكبد، والنفس