وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ١٩٤
بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور) (1) وتلا أيضا (فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها) (2) (فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون) (3).
قال جابر (رض): فخرجت العواتق من خدورهن في الزلزلة الثانية يبكين ويتضرعن مكشفات لا يلتفت إليهن أحد، فلما نظر الباقر (ع) إلى تحير العواتق رق لهن فوضع الخيط بكمه فسكنت الزلزلة، ثم نزل (ع) عن المنارة والناس لا يرونه وأخذ بيدي حتى خرجنا من المسجد فمررنا بحداد اجتمع الناس عند حانوته والحداد يقول: أما سمعتم الهمهمة في الهدم؟ فقال بعضهم: بل كانت همهمة كثيرة وقال قوم آخرون: والله كلام كثير إلا إنا لم نطلع على الكلام قال جابر (رض): فنظر إلى الباقر (ع) وتبسم وقال: يا جابر هذا لما طغوا وبغوا فقلت: يا بن رسول الله ما هذا الخيط الذي فيه العجب، فقال (ع): بقية ما ترك آل موسى وآل عمران تحمله الملائكة ونزل به جبرائيل (ع)، ويحك يا جابر إنا من الله تعالى بمنزلة رفيعة فلولا نحن لم يخلق الله سماء ولا أرضا ولا جنة ولا نارا ولا شمسا ولا قمرا ولا أنسا ولا جنا، ويحك يا جابر لا يقاس بنا أحد يا جابر بنا والله أنقذكم، وبنا والله أنعشكم، وبنا والله هداكم، ونحن والله دللناكم على ربكم فقفوا عند نهينا وأمرنا ولا تردوا علينا ما وردناه عليكم منا، فما فهمتموه فاحمدوا الله عليه، وما جهلتموه فردوه إلينا وقولوا: أئمتنا أعلم بما قالوا.
قال جابر (رض): ثم استقبله أمير المدينة القيم بها من بني أمية وقد نكب ونكبت حوله حريمه وهو ينادي معاشر الناس احضروا ابن رسول الله (ص) وتقربوا به إلى الله تعالى وتضرعوا إليه وأظهروا التوبة والإنابة لعل الله يصرف

(1) سورة سبأ، الآية: 17.
(2) سورة هود، الآية: 82.
(3) سورة النمل، الآية: 16.
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»
الفهرست