وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ١٩٣
فمضيت، فقال (ع): قف يا جابر، فوقفت ثم حرك الخيط تحريكا خفيفا ما ظننت أنه حركه من لينه ثم قال (ع): ناولني طرف الخيط، فناولته إياه وقلت ما فعلت يا سيدي؟ فقال (ع) ويحك اخرج وانظر ما حال الناس.
قال جابر رضي الله عنه: فخرجت من المسجد فإذا الناس في صيحة واحدة والصيحة من كل جانب، فإذا المدينة قد زلزلت زلزلة شديدة وأخذتهم الرجفة والهدمة، وقد خرجت أكثر دور المدينة وهلك منها خلق كثير تزيد على ألف رجل وامرأة دون الولدان والناس في صياح وعويل وبكاء وهم يقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون، خربت دار فلان وهلك أهلها ورأيت الناس فزعين إلى مسجد رسول الله (ص) وهم يقولون: هذه هدمة عظيمة وبعضهم يقول: قد كانت زلزلة وبعضهم يقول: كيف لا نخسف وقد تركنا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وظهر فينا الفسق والفجور وظلم آل محمد (ص)، والله لينزلن بنا أشد من هذا أو نصلح من أنفسنا ما أفسدنا قال جابر (رض): فبقيت متحيرا أنظر إلى الناس حيارى يبكون، فأبكاني بكاؤهم وهم لا يدرون من أين أتوا، فانصرفت إلى الباقر (ع) وقد حف به الناس في مسجد رسول الله (ص) وهم يقولون: يا بن رسول الله ألا ترى إلى ما نزل بنا؟ فادع الله تعالى لنا، فقال (ع): افزعوا إلى الصلاة والدعاء والصدقة، ثم أخذ بيدي وسار بي (ع)، فقال: ما حال الناس فقلت: لا تسأل يا بن رسول الله، خربت الدور والمساكن وهلك الناس، ورأيتهم بحال رحمتهم فيه، فقال (ع) لا رحمهم الله تعالى أما أنه قد بقيت عليك بقية ولولا ذلك لم ترحم أعداءنا وأعداء أوليائنا ثم قال (ع) سحقا سحقا وبعدا بعدا للقوم الظالمين، والله لولا مخالفة والدي (ع) لزدت في التحريك وأهلكتهم عن آخرهم وجعلت أعلاها أسفلها، فكان لا يبقى فيها دار ولا جدار فما أنزلنا وأولياءنا من أعدائنا هذه المنزلة غيرهم، ولكن أمرني مولاي (ع) أن أحركه تحريكا ساكنا ثم صعد (ع) المنارة فزلزلت المدينة زلزلة خفيفة وتهدمت دور، ثم تلا الباقر (ع) (ذلك جزيناهم
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست