نظرات في الكتب الخالدة - حامد حفني داود - الصفحة ٦٥
فأنى يقوم القياس مع أن جريمة القتل أعظم من جريمة الزنا فإن هذه المسائل من المسلمات المروية عن الصادق في بطلان القياس وأن منهج الدين الصحيح هو التسليم والاتباع وليس القياس والابتداع والحق أن القياس لا يصح إلا عند فقدان النص وهو نادر والنادر لا حكم له أما فيما يتعلق برواية أبي هريرة ونعت أصحاب المذاهب الفقهية الأربعة يسيرون على غير هدى.
فإن لنا على المؤلف الجليل عتبا ونحن في هذا المجال نعمل على لم الشعث وأخذ المسائل أخذا هينا ميسرا حتى نرأب الصدع ونزيل الحواجز والحمد لله الذي جعلنا أهل رتق ولم يجعلنا أهل فتق، والمستقبل كفيل با تمام هذا الشوط من الدعوة إلى التقريب في صورة علمية مقنعة تزيل كل ما في النفس من رواسب الماضي التي أحدثها المفرقون بين شقي هذه الأمة، وكلنا رجاء أن يتم هذا البناء ويتوحد هذا الصف حتى لا نقع في أحبولة قوله عليه السلام من شذ شذ في النار، والله من وراء القصد

(1) القاهرة: (في 5 / 8 / 1978)
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 67 68 69 70 71 ... » »»