بعضهم قد ينسى أو ينسى ليشرع وليس للنسيان في ذاته لأن المعصوم لا يوصف بالنسيان إلا من زاوية خلق المناسبة ليشرع.
وأما الأحاديث المتناقضة فإن ما فيها من تناقض يعتبر تناقضا ظاهرا كحديث مزمارة الشيطان المروي عن عائشة وحديث دعاء النبي على من ينشد ضالته في المسجد.
فالأول قصد به إدخال السرور على الأسرة.
والثاني قصد به النهي عن الاشتغال بغير العبادة في الأماكن المخصصة للصلاة.
وفي ختام هذه الكلمة أحب أن أشد يد المؤلف مهنئا فيما بسطه من نقده لفلسفة القياس في الفقه الإسلامي ولا يزعجني في شئ أني حنفي المذهب وأن الذي تناوله المؤلف بالنقد هو الإمام أبو حنيفة النعمان وهو تلميذ جدنا الإمام الصادق رضي الله عنه.
فما أحسب شيئا وفق فيه المؤلف كتوفيقه في استعراض هذه القضية في صورة موضوعية.
وحقا ما قاله أن الدين لا يؤخذ بالقياس، وأن جميع من قاسوا من أهل الشرائع السماوية كان مآلهم الخطأ فيما اجتهدوا فيه.
فقد قاس آدم عليه السلام فأخطأ حين قاس عدم القضاء في الصوم على عدم القضاء في الصلاة حين سألته حواء وحين قاس إبليس خلقه من نار بخلق آدم من طين ففضل نفسه عليه.
وحين أوضح الإمام الصادق بطلان القياس في الفقه بدليل أن الله قبل في فتل النفس شهادة شاهدين ين ولم يقبل في الزنا إلا شهادة أربعة.