(أبو الدرداء حكيم أمتي، وأبو ذر طريدها) وهذا الحديث وهو من أحاديث المغيبات يصور ما جرى لأبي ذر من جهاد في سبيل الحق فما أعظم الفرية على خواص أصحاب رسول الله ولكن عقدة الاستشراق وعقدة الشعور بعدم المعاصرة، وعقدة التطلع إلى كل جديد ولو كان كفرا هي رأس كل مصيبة مني بها بعض الباحثين في أبحاثهم!!
ولو كان ذلك على حساب الدين والافتراء على أصحاب رسول الله!
إن أبا ذر الغفاري وأمثاله كسلمان وصهيب وعمار بن ياسر يمثلون الطبقة الثانية من أصحاب الرسول الأعظم ولا يكاد يتقدم عليهم من قلب رسول الله إلا أعضاء البيت النبوي (أهل الكساء) وهم من فقراء الصحابة الذين عاتب فيهم رسول الله أبا بكر وجاء في قوله: (إن كنت أغضبتهم يا أبا بكر فقد أغضبت ربك (1).
فما أسرع ما ذهب أبو بكر معتذرا لعمار وصحبه.
ولكن أحمد أمين وأمثاله من أدعياء علم الجرح والتعديل لا يكادون يوازنون بين الأحاديث ولا يكادون يستسيغون فن المتابعة الحديثية ليصلوا إلى بر السلام في البحث العلمي ويأمنوا فلتات اللسان، وعطب الأقلام، فمثلهم وبريق كل جديد من المفتريات والتخرصات مثل الفراش الذي يجذبه بريق النار فيهوى فيه لحتفه.
ونعوذ بالله من كل عجلة يعقبها ندم، ولا سيما نقد الرجال المتفق على صلاحهم وورعهم.
فماذا كان موقف أحمد أمين من سلمان الفارسي؟