موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢٧٣
وكانت النجف مركز علم وثقافة قبل أن يهاجر إليها شيخنا الجليل الشيخ الطوسي سنة 449 هجرية، وكانت مدرسة النجف امتدادا لمدرسة الكوفة، حيث تعتبر مدرسة الكوفة ومسجدها الجامع مصدرا ومركز إشعاع لعلوم آل محمد (صلى الله عليه وآله) منذ أن أسسها الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأصبحت مع مرور الأجيال مركز ثقل لبث علوم أهل البيت (عليهم السلام) وفقههم، فتتلمذ على يد الأئمة الأطهار فطاحل العلماء وجهابذتهم لا سيما في عهد الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، حتى وصلت إلى القمة في العلوم الدينية والثقافة العامة في العالم الإسلامي، وقد عرفت الكوفة ب‍ (مدرسة أهل البيت).
وقد بلغ تلامذة الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أربعة آلاف طالب وراو أو يزيدون (1).
يقول الحسن الوشاء، وهو من أصحاب الإمام أبي الحسن الرضا (عليه السلام):
إني أدركت في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كل يقول:
حدثني جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، وكان في طلاب الإمام الصادق (عليه السلام):
النعمان بن ثابت (أبو حنيفة)، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، وأيوب السختياني، ومحمد بن إسحاق بن يسار صاحب " المغازي والسير "، كلهم كانوا أصحاب رأي ومذهب.
ومن أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) وحوارييه: أبان بن تغلب، وزرارة ابن أعين، والمفضل بن عمر، وهشام بن الحكم، وجابر الجعفي، ومحمد بن مسلم، وغيرهم.

(1) الشيخ محمد حسين المظفر؛ الإمام الصادق: 130 و 179.
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»