موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢٧٧
النجفية في حركتها العلمية وعطائها حتى أطل عهد ابن إدريس في منتصف القرن السادس الهجري حوالي سنة 550 هجرية، ونهض بالحركة العلمية في الحلة ودفعها إلى الأمام.
ومحمد بن إدريس الحلي من الفقهاء والمشايخ المرموقين في الحلة، وهو سبط الشيخ الطوسي المؤسس (قدس سره)، توفي في الحلة سنة 598 هجرية، وقد أثنى عليه فطاحل علمائها، منهم ابن داود الذي وصفه بأنه شيخ الفقهاء بالحلة، وكذا أثنى عليه علماؤنا المتأخرون واعتمدوا على مؤلفاته وكتبه وعلى ما رواه من كتب المتقدمين وأصولهم.
وقالت بعض المصادر: كان - أي ابن إدريس - فقيها أصوليا بحتا، ومجتهدا صرفا. وكيفما كان، فإن ابن إدريس فتح باب النقاش على مصراعيه، وحمل بكل ما أوتي من مقدرة علمية على آراء جده لأمه الشيخ الطوسي الرائد، وقبل هذا ما كان أحد يجرأ على ذلك.
وقد بدت بوادر النشاط العلمي والتفتح الذهني للتفاعل مع آراء الشيخ ابن إدريس بأجلى مظاهرها في أوائل القرن السابع الهجري في الحلة بزعامة المحقق الحلي (1) ثم العلامة الحلي (2).

(1) المحقق الحلي: أبو القاسم نجم الدين جعفر بن سعيد الحلي، قال ابن داود: المحقق المدقق واحد عصره، كان ألسن أهل زمانه، وأقومهم بالحجة، ولد بالحلة سنة 602، وفي عام 676 هجرية توفي ودفن بالنجف.
(2) العلامة الحلي: جمال الدين أبو منصور الحسن بن سديد الدين يوسف بن المطهر الحلي، انتهت إليه رئاسة الإمامية في المعقول والمنقول والفروع والأصول، ولد بالحلة سنة 648 ه‍ وتوفي سنة 726 ه‍ ودفن بالنجف، وكان سببا في تشيع السلطان محمد خدا بنده.
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»