موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢٧٠
الاحتلال المغولي، وأخذت تستقطب الهاربين من بغداد من الطلاب والأساتذة والفقهاء.
وقد اجتمع في الحلة العدد الكبير منهم، وانتقل معهم النشاط العلمي من بغداد إلى الحلة واحتفلت هذه البلدة بهم، فأصبحت الحلة من الحواضر الإسلامية الكبرى ونشطت مدرستها فصارت تنافس مدرسة النجف بعد وفاة الشيخ الطوسي سنة 460 ه‍، وظهر في هذا الدور فقهاء كبار كان لهم الأثر الكبير في تطوير مناهج الفقه والأصول الإمامية وتجديد صياغة عملية الاجتهاد وتنظيم أبواب الفقه، كابن إدريس سبط الشيخ الطوسي، والمحقق الحلي، والعلامة الحلي، وولده فخر المحققين، والشهيد الأول، وابن طاووس، وابن نما، وابن أبي الفوارس، وابن ورام، وغيرهم من فطاحل العلماء ورجال الفكر في ذلك العصر.
وحينما نصنف ونضيف المدرسة الفقهية إلى مصر خاص كالكوفة أو بغداد أو المدينة لا نعني أن المدارس تمركزت كليا في هذه الأمصار على حساب المركز أو المراكز التي انتقلت منها، وإنما نعني أن المدرسة الفقهية بلغت في هذه المرحلة نضجها الخاص وكمالها المرحلي في هذا المصر بالخصوص، وتبقى الحوزات التي سبقتها والمدارس الفقهية التي انتقلت منها، باقية على ما هي عليه إلا أن نشاطها خف عما كان عليه، وتسرب إليها بعض الفتور.
هذا، وبعد أن عرضنا لنشوء وتطور المدارس الفقهية في الحواضر الإسلامية، ننتقل الآن إلى دور مدرسة النجف الأشرف بعد ما هاجر إليها الشيخ الطوسي (قدس سره) (1).

(١) استقيت هذا البحث ملخصا مع بعض التصرف من مقدمة سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي لموسوعة اللمعة الدمشقية للشهيد الأول رضوان الله عليه.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»