موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٣٨
روى ابن عساكر: أن الحجاج لما رمى الكعبة بالمنجنيق أخذ قومه يرمون من أبي قبيس ويرتجزون:
خطارة مثل الفنيق المزبد * أرمي بها أعواد هذا المسجد فجاءت صاعقة فأحرقتهم، فامتنع الناس من الرمي، وخطب بهم الحجاج فقال: ألم تعلموا أن بني إسرائيل كانوا إذا قربوا قربانا فجاءت نار فأكلته، علموا أنه قد تقبل منهم، وإن لم تأكله النار علموا أن القربان لم يقبل!!
ولم يزل يخدعهم حتى عادوا فرموا الكعبة مجددا. ودام الحصار والرمي للكعبة حتى قتل عبد الله بن الزبير في جمادى الآخرة سنة 83 ه‍ وصلبه الحجاج منكوسا بعد قتله وبعث رأسه إلى عبد الملك بن مروان فطيف به في البلاد.
ولما أفضى الأمر إليه [عبد الملك] كان المصحف بيده فأطبقه وقال: هذا آخر العهد بك، أو هذا فراق بيني وبينك.
قال ابن كثير: حج عبد الملك في سنة 75 ه‍ وخطب الناس بخطبة قال فيها:
إنه كان من قبلي من الخلفاء يأكلون ويؤكلون، وإني والله لا أداوي أدواء هذه الأمة إلا بالسيف، ولست بالخليفة المستضعف - يعني عثمان - ولا الخليفة المداهن - يعني معاوية - ولا الخليفة المأفون - يعني يزيد بن معاوية -.
أيها الناس، إنا نحتمل منكم ما لم يكن عقد راية، أو وثوب على منبر، هذا عمرو بن سعيد حقه حقه قرابته وابنه قال برأسه هكذا قلنا بسيفنا هكذا.
وإن الجامعة التي خلعها من عنقه عندي، وقد أعطيت الله عهدا أن لا أضعها في رأس أحد إلا أخرجها الصعداء فليبلغ الشاهد الغائب.
وعمرو بن سعيد هو المعروف بالأشدق، قتله عبد الملك بيده سنة 69 ه‍ وقال - بعد أن فرغ من قتله -: كان أبو أمية أحب إلي من زهر النواظر، ولكن والله
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»