موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٣٥
بالمعروف والنهي عن المنكر، ويلزم المسلمين به.
ومن يتابع سيرة أهل البيت (عليهم السلام) السياسية وكفاحهم ومعارضتهم، يجدهم خط معارضة ودعاة إصلاح وكفاح وقادة مسيرة السياسة، فقد رفض أهل البيت (عليهم السلام) مبدأ الوراثة في الحكم الذي فرض على الأمة الإسلامية أيام معاوية بن أبي سفيان، وتسلط ابنه يزيد على رقاب المسلمين، والذي لم يكن مؤهلا للخلافة، وفاقد لكل شرط من شروطها، فجرها إلى الفساد والانحراف، مما جعل الإمام الحسين السبط بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) يعلن الثورة، ويتوجه من المدينة إلى العراق بعد أن استقر في مكة نحو أربعة أشهر، وهناك في كربلاء في أرض العراق كانت المعركة وانطلاقة الثورة وشلال الدم المقدس وشهادة الحسين السبط (عليه السلام)، فهز ضمير الأمة وحرك ركودها بدمه الطاهر ودم أهل بيته وصحبه الأبرار، الذين نيف عددهم على السبعين شهيدا. لقد كانت هذه الثورة أول ثورة في الإسلام ضد الحاكم الظالم وخلع البيعة المزيفة والإعلان عن إسقاط الحكم الفاسد المخالف لمبادئ الإسلام، مقابل دعوات الخنوع والاستسلام وتخدير الرأي العام من قبل علماء البلاط الذين كانوا يرفعون شعار الالتزام بالبيعة للظالم والوفاء بالعهد له مهما يفعل، متناسين قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " ليس لمستعص يمين ".
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ".
ومتغافلين عن قوله تعالى: ﴿ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار﴾ (1).
أما السبط الشهيد الحسين بن علي (عليه السلام) فقد رفع شعار الثورة واستشهد في العاشر من محرم عام 61 ه‍ في كربلاء العراق، ومزق كل تلكم الشعارات.

(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»