موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ١

أتيته، فقال: اذهب فاغتسل، ولا تحدث شيئا حتى تأتيني. فاغتسلت ثم أتيته، فدعا لي بدعوات ما يسرني بهن حمر النعم (١) وسودها (٢).
٣٠٤ - الإمام الصادق (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما نزل قديد (٣) قال لعلي (عليه السلام): يا علي، إني سألت ربي أن يوالي بيني وبينك ففعل، وسألت ربي أن يؤاخي بيني وبينك ففعل، وسألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل.
فقال رجلان من قريش: والله لصاع من تمر في شن (٤) بال أحب إلينا مما سأل محمد ربه! فهلا سأل ربه ملكا يعضده على عدوه، أو كنزا يستغني به عن فاقته!
والله ما دعاه إلى حق ولا باطل إلا أجابه إليه.
فأنزل الله سبحانه وتعالى: ﴿فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك﴾ (5) (6).

(١) حمر النعم: الإبل الحمر، وهي أنفس أموال النعم وأقواها وأجلدها، فجعلت كناية عن خير الدنيا كله (مجمع البحرين: ١ / ٤٥٣).
(٢) مسند ابن حنبل: ١ / ٢٧٤ / ١٠٧٤ وص ٢٢٠ / ٨٠٧، السنن الكبرى: ١ / ٤٥٥ / ١٤٥٣ وليس فيه من " فواريته " إلى " تأتيني "، مسند أبي يعلى: ١ / ٢٣٠ / ٤٢٠ كلها عن أبي عبد الرحمن السلمي وراجع السنن الكبرى: ١ / ٤٥٤ / ١٤٥٢ والمصنف لابن أبي شيبة: ٧ / ٤٩٩ / ٢٦ وخصائص أمير المؤمنين للنسائي: ٢٦٤ / ١٤٨ والطبقات الكبرى: ١ / ١٢٤.
(٣) قديد: اسم موضع قرب مكة (معجم البلدان: ٤ / ٣١٣).
(٤) الشن: الخلق من كل آنية صنعت من جلد (لسان العرب: ١٣ / ٢٤١).
(٥) هود: ١٢.
(٦) الكافي: ٨ / ٣٧٨ / ٥٧٢ عن عمار بن سويد، الأمالي للمفيد: ٢٧٩ / ٥ عن عمر بن يزيد، الأمالي للطوسي: ١٠٧ / ١٦٤، بشارة المصطفى: ٢٣٧ كلاهما عن عمار بن يزيد وكلها نحوه، تفسير العياشي: ٢ / 141 / 11 عن عمار بن سويد وفيه " غدير " بدل " قديد ".

(٢٩٨)