من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٦٥
فجاءت إلى بعلها، وقالت: رأيت كذا وكذا فأي شئ تحت الإجانة؟
فقال: رأس خارجي قتله الأمير عبيد الله بن زياد وأريد أن أذهب به إلى يزيد بن معاوية ليعطيني عليه مالا كثيرا.
قالت: ومن هو؟
قال: الحسين بن علي (عليه السلام).
فصاحت، وخرت مغشية عليها، فلما أفاقت، قالت: يا ويلك يا شر المجوس! لقد آذيت محمدا في عترته، أما خفت من إله الأرض والسماء، حيث تطلب الجائزة على رأس ابن سيدة نساء العالمين.
ثم خرجت من عنده باكية، فلما قامت رفعت الرأس وقبلته، ووضعته في حجرها، وجعلت تقبله، وتقول: لعن الله قاتلك وخصمه جدك المصطفى.
فلما جن الليل غلب عليها النوم، فرأت كأن البيت قد انشق بنصفين، وغشيه نور، فجاءت سحابة بيضاء، فخرج منها امرأتان، فأخذتا الرأس من حجرها وبكتا.
قالت: فقلت لهما: بالله من أنتما؟
قالت إحداهما: أنا خديجة بنت خويلد، وهذه ابنتي فاطمة الزهراء، ولقد شكرناك وشكر الله لك عملك، وأنت رفيقتنا في درجة القدس في الجنة.
قال - الراوي -: فانتبهت من النوم والرأس في حجرها، فلما أصبح الصبح جاء بعلها لأخذ الرأس، فلم تدفعه إليه وقالت: ويلك طلقني، فوالله لا جمعني وإياك بيت.
فقال: إدفعي لي الرأس، وافعلي ما شئت.
فقالت: لا والله لا أدفعه إليك فقتلها، وأخذ الرأس فعجل الله بروحها إلى الجنة جوار سيدة النساء. (1) ما الذي يا ترى قد جعل هذه المرأة بهذا المستوى على استعداد لتدفع ثمن موقفها في مناصرة الحق؟

١ - مدينة المعاجز ٤: ١٢٤ حديث 185، مقتل الحسين ومصرع أهل بيته: 168، الدمعة الساكبة 5: 52 و فيهما إلى قوله: " تسبيح الملائكة ".
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»