من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٦٩
حينما تنتصر الأخلاق وتنشق الحجب وإثباتا للحقيقة المذكورة نذكر هنا انتصارات ثلاثة من بدايات الانتصارات الحسينية بعد استشهاده الأليم:
الانتصار الأول:
لما جئ برأس الحسين (عليه السلام) إلى يزيد دعا بقضيب خيزران وجعل ينكت به ثنايا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ويتمثل بأبيات ابن الزبعري:
ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل قد قلتنا القرم من ساداتهم * وعدلناه ببدر فاعتدل لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل لست من خندف إن لم أنتقم * من بني أحمد ما كان فعل قال الراوي: فقامت زينب بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أخت الحسين فقالت:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله أجمعين.
صدق الله، كذلك يقول: * (ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوء أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤون) * أظننت يا يزيد! حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى، أن بنا على الله هوانا وبك عليه كرامة؟ وأن ذلك لعظم خطرك عنده، فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسرورا، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة والأمور متسقة، حين صفا لك ملكنا وسلطاننا. مهلا مهلا. أنسيت قول الله: * (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم، إنما نملي لهم ليزدادوا إثما
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»