من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٦٨
العالم، وليس فيه آثار الرحمة والانسانية بل هم جمادات متحركة شريرة سجلوا لأنفسهم في التاريخ أكبر العار، وأسوء الأعمال، وأفظع الافعال عاملهم الله بجرائمهم أشد العقاب (1).
ويقول الشيخ عبد الوهاب النجار من علماء الأزهر في مصر تنديدا بقتلة الحسين (عليه السلام):
لعن الله الفسق والفساق لقد سودوا صحائف التاريخ وسجلوا على أنفسهم الجرائم الكبرى التي لا تغتفر ولا تنسى مدى الدهر فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (2) ويقول العلامة القرشي: " ولم تشاهد أمة من الأمم محنة أوجع ولا أفجع من كارثة كربلاء، فلم تبق رزية من رزايا الدهر، ولا فاجعة من فواجع الدنيا إلا جرت على سبط رسول الله وريحانته... وقد ألهبت رزاياه العواطف حزنا وأسى وأثارت اللوعة حتى عند أقل الناس إحساسا وأقساهم قلبا وقد أثرت على الباغي اللئيم عمر بن سعد، فراح يبكي من أهوال ما جرى على الإمام الحسين من فوادح الخطوب... وقد وصفها الإمام الرضا (عليه السلام):
" ان يوم الحسين أقرح جفوننا وأذل عزيزنا.. ".
نعم.. أليس ذلك من قوة الأخلاق العظيمة وأثرها البناء الذي علمها الحسين (عليه السلام) أصحابه؟
والمعاني الأخلاقية بصفتها الإلهية تخلد النماذج العملية الوفية لها دائما، مما تدلنا على ضرورة التعلم في هذه المدرسة الحسينية المؤيدة برعاية الله الدائمة.

1 - بالفارسية كتاب (پرتوي از عظمت حسين / ص 447) نقلا عن فهرست الكامل لابن أثير 2 - نفس المصدر.
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»