مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ٦١
ميت فقلت لغلامي خذ رجل الحمار أوتده في موضع مقعده الذي عينه ومضينا وضرب الدهر ضربه فلما قتل الحسين (ع) انطلقنا انا وصاحبي فإذا جثة الحسين على رجل الحمار وأصحابه مربضة حوله حدث أبو العباس الحميري قال رجل من عبد القيس قتل اخوه مع الحسين (ع) فقال يا فرو قومي فاندبي خير البرية في القبور وابكى الشهيد بعبرة من فيض دمع ذي درور ذاك الحسين مع التفجع والتأوه والزفير قتلوا الحرام من الأئمة في الحرام من الشهور وروي ابن رياح قال لقيت رجلا أعمى قد حضر قتل الحسين (ع) فسئل عن ذهاب بصره قال كنت عاشر عشرة غير انى لم اضرب ولم ارم فلما رجعت إلى منزلي وصليت فأتاني آت في منامي فقال أجب رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت ما لي وله فاخذني يقودني إليه فإذا هو جالس في صحراء حاسر عن ذراعيه آخذ بحربة وملك قائم بين يديه وفي يده سيف من نار فقتل أصحابي فكلما ضرب ضربة التهبت أنفسهم نارا فدنوت وجثوت بين يديه وقلت السلام عليك يا رسول الله فلم يرد علي ومكث طويلا ثم رفع رأسه وقال يا عبد الله انتهكت حرمتي وقتلت عترتي ولم ترع حقي فقلت يا رسول الله والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم قال صدقت ولكنك كثرت السواد ادن مني فدنوت فإذا طشت مملوء دما فقال هذا دم ولدي الحسين فكحلني منه
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست