من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢١١
وندعوه، ونستغفره، فهو يعلم أني أحب الصلاة وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار ".
ورجع إليهم أبو الفضل العباس، فأخبرهم بكلام أخيه، وعرض ابن سعد الأمر على الشمر خوفا من وشايته إذا استجاب لطلب الإمام وأخر القتال، فقد كان المنافس الوحيد له على امارة الجيش كما كان عينا عليه، أو انه أراد أن يكون شريكا له في المسؤولية فيما إذا عاتبه ابن زياد على تأخير الحرب.
وعلى أي حال فان الشمر لم يبد رأيه في الموضوع، وإنما أحاله لابن سعد، وانبرى عمرو بن الحجاج الزبيدي فأنكر عليهم إحجامهم عن إجابة الإمام قائلا:
سبحان الله!! والله لو كان من الديلم ثم سألكم هذه المسألة لكان ينبغي أن تجيبوه..
ولم يزد ابن الحجاج على ذلك، فلم يقل انه ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خوفا من أن تنقل الإستخبارات العسكرية حديثه إلى ابن مرجانة فينال العقاب أو العتاب والحرمان منه (1).
وهكذا استجابوا على كره لطلب الإمام الحسين (عليه السلام)، فأجلوا الهجوم إلى يوم عاشوراء، ليستجمع الإمام (عليه السلام) استذكاراته وأذكاره مع الله سبحانه، ويضخ قواه المعنوية في أصحابه كي يخلد لعبادة الله سبحانه أروع مصاديقها المحمودة في التاريخ. وتلك أساس المواقف الأخلاقية كلها عند الإمام الحسين (عليه السلام).
* الدروس المستفادة هنا:
1 - عندما تريد الكلام مع أخيك قدم إليه ألفاظا في أجمل عبارات.
2 - إن الحب الإلهي منطلق الخير كله، وعلى أساسه يتحرك المؤمنون في الحياة.
3 - لابد للمجاهد أن يتم حجته الحقة على عدوه بكل وسيلة ممكنة.
4 - ذكر الله يلهم الذاكر مزيدا من القوة والاستقامة والبصيرة والاستنارة في الحوادث العسيرة.

1 - حياة الإمام الحسين (عليه السلام) / ج 3 ص 162.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»