من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٠٦
والمتواضعة، وليعلموا البشرية أيضا معاني الإخلاص في الحب والتفاني لأجل الوفاء بالحق. ولا يكون هذا كله إلا لجاذبية الحسين المعنوية وأخلاقه العالية وتواضعه، انه الصدق كله، أصله ولبه.
السابقون إلى المكارم والعلى * والحائزون غدا حياض الكوثر لولا صوارمهم ووقع نبالهم * لم يسمع الآذان صوت مكبر وكما قال عدوهم كعب بن جابر:
فلم تر عيني مثلهم في زمانهم * ولا قبلهم في الناس إذ أنا يافع أشد قراعا بالسيوف لدى الوغا * ألا كل من يحمي الدمار مقارع وقد صبروا للطعن والضرب حسرا * وقد نازلوا لو أن ذلك نافع (1) * الدروس المستفادة هنا:
1 - إن من يسلك الأخلاق الحسنة مع الناس، سوف يرى وقوفهم معه يوما في الأزمات.
2 - ضرورة حديث الصبر والأجر الأخروي عندما تشتد الأمور وتصعب المواقف.
E / في قيمة الحرية ونبل التضامن روى البحراني، عن حمزة الثمالي قال: سمعت علي بن الحسين زين العابدين (عليهما السلام) يقول: لما كان اليوم الذي استشهد فيه أبي، جمع أهله وأصحابه في ليلة ذلك اليوم فقال لهم: " يا أهلي وشيعتي اتخذوا هذا الليل (جملا لكم) فانهجوا بأنفسكم، فليس المطلوب غيري، ولو قتلوني ما فكروا فيكم، فانجوا رحمكم الله فأنتم في حل وسعة من بيعتي وعهدي الذي عاهدتموني ".
فقال إخوته وأهله وأنصاره بلسان واحد: والله يا سيدنا يا أبا عبد الله لا خذلناك أبدا، والله لا قال الناس: تركوا إمامهم وكبيرهم وسيدهم وحده حتى قتل، ونبلوا بيننا وبين الله عذرا ولا نخليك أو نقتل دونك.

1 - منتهى الآمال (المعرب) ج 1 ص 640.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»