من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٠٨
2 - إن تصوير بعض الإجابات من خلال بيان الخير والشر فيها باللغة الدينية والعواطف النبيلة يترك أثرا عظيما على الإقناع وحصول اليقين.
3 - من الأخلاق الجميلة أن تترك القرار بيد الشخص بعد ما تتم عليه الحجة بطرق غير مباشرة، وهنا لما يقرر فإنه يكون أقوى في قراره معك.
E / في الوفاء والمواساة والمودة قال الحسين (عليه السلام) في ليلة عاشوراء لأصحابه: " الا ومن كان في رحله امرأة فلينصرف بها إلى بني أسد ".
فقام علي بن مظاهر وقال: ولماذا يا سيدي؟
فقال (عليه السلام): " ان نسائي تسبى بعد قتلي وأخاف على نسائكم من السبي ".
أنظر كم للحسين (عليه السلام) من رقة وغيرة على المرأة المسلمة.
وتأمل في بقية القصة أيضا لترى كم للمرأة المسلمة في كربلاء من وعي لمسؤوليتها تجاه هذا الموقف الأخلاقي الجميل للحسين (عليه السلام).
فمضى علي بن مظاهر إلى خيمته فقامت زوجته إجلالا له فاستقبلته وتبسمت في وجهه فقال لها: دعيني والتبسم!
فقالت: يا ابن مظاهر إني سمعت غريب فاطمة خطب فيكم، وسمعت في آخرها همهمة ودمدمة فما علمت ما يقول؟
قال: يا هذه إن الحسين (عليه السلام) قال لنا: " ألا ومن كان في رحله امرأة فليذهب بها إلى بني عمها لاني غدا اقتل ونسائي تسبى ".
فقالت: وما أنت صانع؟
قال: قومي حتى ألحقك ببني عمك بني أسد.
فقامت ونطحت رأسها في عمود الخيمة وقالت: والله ما أنصفتني يا ابن مظاهر، أيسرك أن تسبى بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا آمنة من السبي؟
أيسرك أن تسلب زينب إزارها من رأسها وأنا أستتر بإزاري؟
أيسرك أن تذهب من بنات الزهراء أقراطها وأنا أتزين بقرطي؟
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»