من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٠٩
أيسرك أن يبيض وجهك عند رسول الله ويسود وجهي عند فاطمة الزهراء؟
والله أنتم تواسون الرجال ونحن نواسي النساء. فرجع علي بن مظاهر إلى الحسين (عليه السلام):
وهو يبكي، فقال له الحسين (عليه السلام): " ما يبكيك "؟
فقال: سيدي أبت الأسدية إلا مواساتكم!
فبكى الحسين (عليه السلام) وقال: " جزيتم منا خيرا " (1).
وكأني أراك أيها القارئ الكريم قد حدقت الدموع في عينيك الآن دون إرادتك، من خلالها انظر إلى هذه المواقف المتبادلة بين الحسين (عليه السلام) وأصحابه من الرجال والنساء لتستيقن شموخ القيم الأخلاقية وعلو الإنسان في معانيه الإنسانية عند الإمام الحسين.
إن الوفاء والشرف والمواساة والحب ورعاية حقوق الآخرين وشفافية علاقات القائد والمقود وكل المفردات الأخلاقية في هذا السياق قد برزت بين الإمام (عليه السلام) وأنصاره في أجمل مظاهرها وأكمل معالمها. هنيئا لهم ولكل من يتزين بزينة الأخلاق الحسينية الخالدة بخلود الأخلاق الإلهية.
* الدروس المستفادة هنا:
1 - احترام مشاعر الإنسان تجاه عرضه وشرفه مبدأ أخلاقي جميل، ذلك لأن الرجل قد يستحي أن يبرز هذه المشاعر أمام قائده، فالقائد ذو الأخلاق الجميلة والنباهة يقدر تلك الحالة.
2 - للنساء مكانتهن الخاصة في المنظور الحسيني، وللمرأة أن تفي للمدلول الأخلاقي في هذا المنظور -.
3 - البكاء في مواقف السرور والابتهاج أدق تعبير عن الحب والشكر والتلاحم.
E / في أدب الاخوة وحب العبادة لقد زحفت طلائع جيش ابن سعد نحو معسكر الإمام الحسين (عليه السلام) في عصر الخميس لتسع خلون من شهر محرم، فقد صدرت إلى القيادة العامة الأوامر المشددة من ابن زياد

1 - معالي السبطين 1: 340.
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»