من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ١٧٥
فمن فارقه منهم حوسب فأوفى حقه، ومن مضى منهم معه أعطاه كراءه وكساه. (1) كم رائع هذا العدل الحسيني مع الكراء، وكم رائع أخذه لتلك الأموال التي هي أموال المسلمين ولكنها كانت على طريقها إلى الطاغوت الأموي، فأرجعها سبط الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى استحقاقاتها الشرعية مع الالتزام الكامل بالأخلاق الاسلامية. إنه لا يعترف بيزيد بن معاوية، أليس الحسين (عليه السلام) هو الحاكم الإسلامي الحق، وهو الأحق بالتصرف؟
أجل هذه هي الثورية بلباس الإنصاف والعدل والورع، ومن دون هذا اللباس فإنها فوضة وضلالة وليست ثورة حسينية.
* الدروس المستفادة هنا:
1 - العمل الثوري في ظل الإمام العادل الواعي جائز.
2 - أموال المسلمين يعود إليهم وبتصرف الإمام الحق.
E / في أخلاق السؤال والتفحص كم أنت مسلم أمرك إلى الله؟
وإلى أي قدر تبحث في حياتك عن رضي الله؟
كيف تحاول أن تستخبر الحقائق لتوظفها في سبيل الله؟
وأخيرا ما هو الأدب الأخلاقي الواجبة رعايته في المحادثة مع الآخرين؟
هذه الأسئلة يجيبك عليها الإمام الحسين (عليه السلام) في موقفه مع فرزدق الذي روي عنه أنه قال: حججت بأمي في سنة ستين، فبينما أنا أسوق بعيرها حتى دخلت الحرم إذ لقيت الحسين (عليه السلام) خارجا من مكة، معه أسيافه وأتراسه، فقلت: لمن هذا القطار؟
فقيل: للحسين بن علي (عليهما السلام)، فأتيته وسلمت عليه، وقلت له: أعطاك الله سؤلك وأملك فيما تحب، بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله، ما أعجلك عن الحج؟
قال: " لو لم أعجل لأخذت "، ثم قال لي: " من أنت "؟

١ - تاريخ الطبري ٣: ٢٩٦، الارشاد: ٢١٩ مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي ١: ٢٢٠، الكامل في التاريخ ٢: ٥٤٧، اللهوف ٣٠، مثير الأحزان: ٤٢، بحار الأنوار ٤٤: ٣٦٧، أعيان الشيعة ١: ٥٩٤، وقعة الطف:
157 مع اختلاف يسير في الألفاظ.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»