مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ٢ - الصفحة ١٨٨
بلين المنصرف ولا أوعث الله لك سبيلا، ولا حير لك دليلا، واستودعه نفسك وديعة لا تضيع ولا تزول بمنة ولطفه ان شا الله.
يا أبا إسحاق: قنعنا بعوائد احسانه وفوائد امتنانه، وصان أنفسنا عن معاونة الأولياء لنا عن الاخلاص في النية، وامحاض النصيحة، والمحافظة على ما هو أنفى وأتقى وأرفع ذكرا.
قال: فأقفلت عنه حامدا لله عز وجل على ما هداني وأرشدني، عالما بان الله لم يكن ليعطل ارضه ولا يخليها من حجة واضحة، وامام قائم، وألقيت هذا الخبر المأثور والنسب المشهور توخيا للزيادة في بصائر أهل اليقين، وتعريفا لهم ما من الله عز وجل به من أنشأ الذرية الطيبة والتربة الزكية، وقصدت أداء الأمانة والتسليم لما استبان ليضاعف الله عز وجل الملة الهادية، والطريقة المستقيمة المرضية قوة عزم وتأييد نية، وشدة أزر واعتقاد عصمة، (والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم).
ثالثها ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة (ص 159، 161) قال:
وأخبرنا جماعة عن التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي عن علي بن الحسين، عن رجل ذكر انه من أهل قزوين لم يذكر اسمه عن حبيب بن محمد بن يوسف بن شاذان الصنعاني قال: دخلت على على بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي فسألته عن آل أبي محمد عليه السلام فقال: يا أخي لقد سالت عن امر عظيم، حججت عشرين حجة كلا اطلب به عيان الامام فلم أجد إلى ذلك سبيلا، فبينا انا ليلة نائم في مرقدي إذ رأيت قائلا يقول:
يا علي بن إبراهيم قد اذن الله لي في الحج فلم أعقل ليلتي حتى أصبحت فانا مفكر في امرى أرقب الموسم ليلى ونهاري، فلما كان وقت الموسم أصلحت امرى، وخرجت متوجها نحو المدينة، فما زلت كذلك حتى دخلت يثرب فسالت عن آل أبي محمد عليه السلام فلم أجد له اثرا ولا سمعت له خبرا فأقمت مفكرا في امرى حتى خرجت من المدينة أريد مكة فدخلت الجحفة وأقمت بها يوما وخرجت منها متوجها نحو الغدير وهو على أربعة أميال من الجحفة، فلما ان دخلت المسجد صليت وعفرت واجتهدت في الدعا
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»