حج فإنك تلقى صاحب زمانك. قال على ابن إبراهيم: فانتبهت وانا فرح مسرور، فما زلت في الصلاة حتى انفجر عمود الصبح وفرغت من صلاتي وخرجت اسال عن الحاج فوجدت فرقة تريد الخروج، فبادرت مع أول من خرج، فما زلت كذلك حتى خرجوا وخرجت بخروجهم أريد الكوفة، فلما وافيتها نزلت عن راحلتي وسلمت متاعي إلى ثقات إخواني وخرجت اسال عن آل أبي محمد عليه السلام، فما زلت كذلك فلم أجد اثرا، ولا سمعت خبرا.
وخرجت في أول من خرج أريد المدينة، فلما دخلتها لم أتمالك ان نزلت عن راحلتي وسلمت رحلي إلى ثقات إخواني وخرجت اسال عن الخبر وأقفو الأثر، فلا خبرا سمعت، ولا اثرا وجدت، فلم أزل كذلك إلى أن نفر الناس إلى مكة، وخرجت مع من خرج، حتى وافيت مكة، ونزلت فاستوثقت من رحلي وخرجت اسال عن آل أبي محمد عليه السلام فلم أسمع خبرا ولا وجدت اثرا، فما زلت بين الإياس والرجاء متفكرا في امرى وعائبا على نفسي، وقد جن الليل. فقلت: ارغب إلى أن يخلو لي وجه الكعبة لأطوف بها واسال الله عز وجل ان يعرفني أملي فيها فبينما انا كذلك وقد خلا لي وجه الكعبة إذ قمت إلى الطواف، فإذا انا بفتى مليح الوجه، طيب الرائحة، متزر ببردة، متشح بأخرى، وقد عطف بردائه على عاتقه فرعته، فالتفت إلى فقال: ممن الرجل؟ فقلت:
من الأهواز، فقال: أتعرف بها ابن الخصيب! فقلت: رحمه الله دعي فأجاب، فقال:
رحمه الله لقد كان بالنهار صائما وبالليل قائما وللقرآن تاليا ولنا مواليا، فقال: أتعرف بها علي بن إبراهيم بن مهزيار؟ فقلت: انا علي، فقال: اهلا وسهلا بك يا أبا الحسن. أتعرف الصريحين؟ قلت: نعم قال: ومن هما؟ قلت: محمد وموسى. ثم قال: ما فعلت العلامة التي بينك وبين أبى محمد عليه السلام فقلت: معي، فقال: أخرجها إلى، فأخرجتها إليه خاتما حسنا على فصه (محمد وعلي) فلما رأى ذلك بكى [مليا ورن شجيا، فأقبل يبكي بكاء] طويلا وهو يقول: رحمك الله يا أبا محمد فلقد كنت إماما عادلا، ابن أئمة وأبا امام، أسكنك الله الفردوس الأعلى مع آبائك عليهم السلام