مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٣٧٠
بأن وحدة الأمة الإسلامية تزيل سلطانهم وتزعزع أركان حكوماتهم، وتدك صروحهم، فترى بعض الحكومات في المجتمعات السنة، تحارب فكرة الوحدة السياسية والحكومية، ولا تسمح لأحد أن يعمل لها، أو يدعو إليها.
فكروا كيف ينبغي أن تعملوا لإعادة مجد الإسلام، وإعادة سلطان أحكام الله في الدول الإسلامية وفي مجتمعاتها، وكيف ينبغي أن نعمل لتحقيق الوحدة الإسلامية...
لا تبادروا إلى نشر مقالات ورسائل مثل (إسمعي يا إيران) و (الخطوط العريضة)، ولا تعاتبوا محبي أهل البيت (عليهم السلام) من الشيعة والسنة، ومن يأخذ بمذهبهم في الأصول والفروع، ويرى أئمتهم أعدال الكتاب بمقتضى (حديث الثقلين) المسلم به بين الفريقين، وأحاديث كثيرة أخرى، ولا تتهموهم بالغلو فيهم، ولا تقولوا إن الشيعة جعلت الإمامة - العياذ بالله - مشاركة للنبوة، فإن الشيعة بريئون من هذه التهم، وبعيدون عما تقذفونهم به، وليس حبهم لأهل البيت (عليهم السلام) إلا مظهرا من مظاهر حبهم واحترامهم للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) فإنه (صلى الله عليه وآله) أمر بحبهم ورغب فيه ترغيبات أكيدة، تشهد بذلك روايات متواترة، أخرجها الحفاظ وأرباب الجوامع والصحاح والمسانيد في كتبهم، ولا يلوم الشيعة على ذلك إلا من في قلبه مرض أو نفاق...
الشيعي متأثر بحب علي وفاطمة والحسنين وسائر الأئمة (عليهم السلام)، لأن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يحبهم، ويأمر بحبهم، وكانوا أحب الناس إليه وأعزهم عليه.
هم العروة الوثقى لمعتصم بها * مناقبهم جاءت بوحي وإنزال مناقب في شورى وسورة هل أتى * وفي سورة الأحزاب يعرفها التالي وهم آل بيت المصطفى وودادهم * على الناس مفروض بحكم وإسجال فماذا تنقمون من الشيعة في ذلك، ولماذا تأخذون عليهم ما هو من علائم الإيمان وطهارة المولد؟
هذا رأينا...
وأما ما رأيتم في مسجد سبهسالار وغيره من الصور، فقد مر الجواب عنه، وقد أفتى علماء الشيعة ببدعة هذه الصور وتركها، كما أفتوا بكراهة الصلاة في مكان فيه صورة.
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»