مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٣٦٦
فالالتقاء بأمثال هؤلاء التقاء يفيد الإسلام والمسلمين، وإلا فاللقاءات المذكورة في (إسمعي يا إيران) تحت إشراف الحكومة والأوقاف والأمن وأجهزة المخابرات، ليست غير مفيدة فحسب، بل هي مضرة تورث يأس الشباب الناهض المتطلع إلى الإصلاح المنشود عن طريق الرابطة والعلماء.
وهنا أغتنم الفرصة لأخاطب أعضاء الرابطة بأن المتوقع منكم أن تختاروا لزيارة أي بلد من بلاد المسلمين من يدرك مشاكلهم، ويتفهم واقعهم الذي يعيشونه في المجالات السياسية والاجتماعية والتربوية، ويتعرف بسرعة وحذق وإخلاص على المكائد والأشراك المنصوبة للمسلمين بجميع مظاهرها الطائفية والمذهبية، والتي ترمي إلى القضاء على الإسلام بكل مظاهره، وعلى الكيان الإسلامي والشعائر والالتزامات الدينية عند الجميع، دونما أي تفريق أو تمييز بين مذهب وآخر.
فالمفروض على الوفود، النظر إلى أوضاع البلاد التي يزورونها من هذه الجهة، وبمثل هذه الرؤية، ومطالبة المسؤولين والحكام بتطبيق أحكام الإسلام، وكذلك الالتقاء بالعلماء المجاهدين المصلحين الذين وقفوا في وجه الأفكار الهدامة الكافرة، وأبوا أن يكونوا اجراء للحكومات العميلة، وذلك بدعمهم والتنسيق معهم ومع مواقفهم.
وعليها التمعن في الأوضاع التعليمية والتربوية ومناهجها التي تسير على غير المنهج الإسلامي عند الجميع، وبرمجة كيفية مؤازرة جماهير المسلمين التي قابلت بكل صمود ومسؤولية الدعايات الفارغة الفاسدة، بالدعوة إلى المناهج الإسلامية، وفي كيفية الوقوف إلى جانبهم لإعلاء كلمة الإسلام، وتجنب الدعايات التي لم تأت إلا بالشقاق والتفرقة والضعف، وملاحظة تدبر مستوى كل شعب في الأخلاق والآداب والحكومة والحرية.
كما عليها أن تدع الكلام في المسائل الفرعية الخلافية، وتترك كل طائفة واجتهادها، ولا تكثر الجدل والنقاش وتتجنب ظن السوء بالمسلمين وتسأل عن الاقتصاد والصناعة والتجارة وسائر مقدرات المسلمين، كيف وقعت في أيدي اليهود، وبراثن الفرقة العميلة الضالة المضلة البهائية؟ هل سأل الوفد عن أصحاب المصانع الكبيرة والمعامل المهمة والمتاجر العظيمة، أهم من الشيعة الذين يزورون المشاهد - على حد تعبير الندوي - أم من اليهود وغيرهم من الفرق غير الإسلامية؟
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»