مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٣٣٤
النبوات ما زالت مغتصبة في أيدي الصهاينة، وهذه... وهذه... مما أنت أيها القارئ العزيز أعلم به، وترى منه ما ترى وتعلم منه ما تعلم.
نعم، في هذه الظروف الحرجة نرى في كل سنة منشورات توزع على ضيوف الرحمان تدعو الأمة إلى التباغض والتباعد، منشورات مملوءة بالزور والبهتان من أمثال نسبة القول بتحريف الكتاب إلى شيعة العترة الطاهرة، والذين لهم سهم بارز وقدم راسخ في إعلاء كلمة الله وإعلان الإسلام النظام الوحيد الذي فيه نجاة الإنسان.
وليس وراء هذه التهم غير إشغال المسلمين بما فيها، وصرفهم عن مواجهة المشاكل السياسية ووقوفهم في مواجهة أعداء الإسلام.
وإلا فمن لا يعلم أن نسبة القول بالتحريف إلى الشيعة هجوم عنيف على الكتاب أكثر من الهجوم على الشيعة؟ من لا يعلم أنه لو كان لنا شري هذه الأكاذيب، والذين من ورائهم، والذين ينفقون عليهم، أقل غيرة على الإسلام وعلى كتابه العزيز، لاتخذوا موقفا غير ذلك، ودافعوا عن الكتاب، وردوا تهمة التحريف عن الشيعة، ولسلكوا مسلك أعلام الأمة ومصلحيهم من السنة والشيعة، ونشروا مقالات الشيعة العلمية في صيانة الكتاب وتصريحات أعلامهم، ولم يفتحوا لأعداء الإسلام والقرآن باب الغمز بكتاب الله تعالى والإشكال عليه، فمن المستفيد يا ترى من الصاق تهمة تحريف القرآن بطائفة كبيرة من المسلمين، فيها من أعاظم علماء الإسلام وأئمة العلم والأدب وأعلام الفكر والورع؟!
وهل يحسب ذلك إلا عملا لمصلحة الإستعمار؟ وهل يكون هدف القائم بنشر هذه الكتيبات في عصرنا هذا، الذي قام فيه المسلمون بحمد الله تعالى سيما شبابهم لإعادة مجدهم وعزهم الذي ذهب، إلا إيجاد المجادلات والمخاصمات وقلب الحقائق؟!
فالواجب على كل مسلم غيور على دينه وقرآنه الكريم الوقوف في وجه هذه الحركات الشيطانية، وتنزيه المسلمين شيعة وسنة عن هذا الرأي.
كما أن الواجب على المسلم أيضا أن يعرف الذين هم من وراء هذه الأقلام المأجورة وما قصدوا به من الحط من عظمة القرآن وإسناده الثابت اليقيني إلى الوحي النازل على الرسول الأمين (صلى الله عليه وآله).
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 337 339 340 341 ... » »»