مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٣٤٧
وقفة عند التوقيع الصادر عن الناحية المقدسة ويظهر مما تضمنه التوقيع المبارك كما حكى الأردبيلي في جامع الرواة عن الأستر آبادي علو رتبة إسحاق بن يعقوب، ولعله كما استظهره بعض الرجاليين أيضا هو أخ الكليني، وكيف كان فلا مجال للخدشة في سنده بعدم مجئ شئ من حاله في كتب الرجال بعد اعتماد مثل الكليني عليه وروايته التوقيع الشريف بما تضمنه من المطالب المهمة عنه، ثم اعتماد مثل الصدوق عليه، ثم شيخ الطائفة رضوان الله تعالى عليهم.
ومن المستبعد جدا أن لا يكون الكليني عارفا بحال مثله من معاصريه وهو ينقل عنه أنه يكتب إلى مولانا صاحب الزمان عليه الصلاة والسلام يسأله مثل هذه المسائل التي لا يسأل عنها إلا الخواص وعظماء الشيعة، ويأتيه الجواب بخطه الشريف (عليه السلام).
فالظاهر أنه كان يعرف الرجل بالوثاقة والأهلية لمثل هذه المكاتبة. إذا فلا ريب في اعتبار سند التوقيع المبارك.
وأما دلالته: فتارة يستدل بقوله (عليه السلام) (وأما الحوادث الواقعة...)، وأن المراد منها ليس أحكام الوقائع، فإن السائل مثل إسحاق بن يعقوب الذي يظهر من مسائله أنه من أهل المعرفة والبصيرة، بل وغيره أيضا، يعلم أنه يسأل عن الأحكام الرواة العالمون بها، فلابد أن يكون المراد منها الحوادث التي يرجع فيها إلى السلطان وولي الأمر والحاكم الشرعي، وهذا هو الذي يحتاج إلى أن يكون المرجع فيه حجة الإمام (عليه السلام).
وتارة يستدل بقوله فيه: (فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله)، فكما أن الإمام حجة الله على العباد يحتج بوجوده عليهم في جميع أمورهم، ولا يكون معه للناس حجة على الله فرواة أحاديثهم أيضا حجة الإمام على الناس، لا يكون معهم في أمر من الأمور حجة للناس على الإمام.
والحاصل: أنه كما أن الواجب على الحكيم جل اسمه بمقتضى الحكمة وقاعدة اللطف نصب الإمام والحجة والوالي على العباد فيجب على الإمام والوالي أيضا نصب من يقوم
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 353 ... » »»