مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ١٣٢
ومنها: ما روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (إذا أراد أحدكم شيئا، فليصل ركعتين، ثم ليحمد الله وليثن عليه، ويصلي على محمد وأهل بيته، ويقول: اللهم إن كان هذا الأمر خيرا لي في ديني ودنياي، فيسره لي وأقدره، وإن كان غير ذلك، فاصرفه عني)، الحديث.
ومنها: ما روى في (الكافي) عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال (كان علي بن الحسين إذا هم بأمر حج وعمرة أو بيع أو شراء أو عتق، تطهر، ثم صلى ركعتي الاستخارة وقرء فيهما سورة الرحمان والحشر، والمعوذتين وقل هو الله أحد إذا فرغ وهو جالس في دبر الركعتين، ثم يقول: اللهم إن كان كذا وكذا خيرا لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله، فصل على محمد وآله ويسره لي على أحسن الوجوه وأجملها، اللهم وإن كان كذا وكذا شرا لي في ديني ودنياي وآخرتي وعاجل أمري وآجله، فصل على محمد وآله واصرفه عني).
ومنها: ما روى عن محمد بن خالد أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن الاستخارة. فقال:
(استخر الله في آخر ركعة من صلاة الليل، وأنت ساجد، مأة مرة ومرة)، قال: كيف أقول؟ قال (تقول: أستخير الله برحمته، أستخير الله برحمته).
وغيرها، مما هو مذكور في جوامع الحديث.
ولا يخفى عليك أنه يستفاد من مجموع هذه الأحاديث أن الاستخارة نوعان:
النوع الأول: مجرد طلب الخير بالدعاء، كما دلت عليه رواية محمد بن خالد.
النوع الثاني: طلب تعرف ما فيه الخير من الله تعالى، أو طلب العزم على ما فيه الخيرة، كما دل عليه خبر اليسع القمي وأحاديث الاستخارة بالرقاع وبالقرآن المجيد وبالسبحة وحديث إسحاق بن عمار. ومحل هذا النوع، تحير المستخير في أمرين مباحين، أو مستحبين، بل ومكروهين إذا لم يكن طريق لمعرفة رجحان أحدهما على الآخر، لا من الشرع ولا من العقل، ولا من أحد يشاوره.
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 135 137 138 139 ... » »»