مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ١٢٠
الحسين (عليه السلام)، والتباكي، والإبكاء عليه، وإنشاء الشعر وإنشاده في مصائبه، وإظهار الحزن عليه بكل نحو مشروع. وقد أخرج هذه الروايات في كل عصر ومختلف الرواة الثقات ورجالات علم الحديث، وهي فوق التواتر، هذا مضافا إلى ما ورد من طرق العامة في ذلك.
ولا يخفى عليك يا أخي أن هذه الناشئة الخبيثة، التي هي من أذناب الاستعمار وعملائه، وتعد نفسها من أهل الثقافة، تريد صرف أذهان الناس عن هذه الشعائر، لأنها تحيي أمجادنا الإسلامية، وتوقظ شعور المسلمين، وتزين للنفوس التضحية في سبيل إحياء الحق، وتنفر الشعوب عن الظلمة والمستعمرين، وأولئك الذين اتخذوا الناس خولا، ومال الله دولا، ولاغرو فإن المستعمرين والطواغيت لا يرتضون سيرة الحسين (عليه السلام)، ولا يحبون إحياء ذكره، واهتداء الناس إلى مأساة كربلاء.
فهذه الشعارات الحسينية، وهذه الألوية التي تنصب على بيوت التعزية، وتحمل مع الهيئات في الطرق والشوارع، تهدد كيان الظلمة والمستكبرين، وتشجع الشعوب للقيام والقضاء عليهم وإبطال باطلهم.
هذه الشعارات تقوي في النفوس حب الخير، وحب أولياء الله، وحب الشهادة في سبيل الله، وحب إعلاء كلمة الله، وحب أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهل الإيمان إلا الحب؟
إذا فلا نعبأ بالاستعمار، ولا نتوقع من أذنا به تأييد هذه الشعائر، فكل إناء بالذي فيه يرشح.
فلا يضر التفكر الشيعي وأصالته الأصيلة الإسلامية قول من يقول، عداءا لأهل البيت (عليهم السلام)، إن الصفوية ابتدعوا هذه الشعائر، وحملوا الناس عليها، بعد ما دلت الأحاديث الصحيحة المتواترة على أن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين سلام الله عليهم هم الذين سنوا النياحة والبكاء والتباكي والإبكاء على مولينا الحسين (عليه السلام)، وهم الأصل في الشعائر الحسينية، وهم الذين رغبوا الناس بذكراه وإنشاد الأشعار وغير ذلك، فصارت بذلك سنة إلى يوم القيامة لا يقدر على محوها جبار ولا مستعمر ولا مستكبر.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 117 118 119 120 121 122 123 125 126 ... » »»