مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ١٢٧
بالحصى، وضرب الفول والرمل، والاستخارة بحبات السبحة، ومن أقبح أنواع الاستخارة الاستخارة بالقرآن الكريم الذي جرت به عادة بعض المسلمين، وصار شأنا معروفا حتى عند أهل العلم والدين، وما كان الله ليرضى أن يكون كتاب هدايته وإرشاده بالتي هي أقوم في الحياة العقلية والروحية والعملية، أداة الشعوذة أو لعبة يد عابث أو مضلل أو محتال).
أقول: في تفسير الاستقسام بالأزلام أقوال:
القول الأول: أن المراد بالاستقسام بالأزلام، طلب معرفة الخير والشر، وما قسم في مستقبل الحياة واستعلامها، من عند الأصنام. وعلل بعضهم حرمة ذلك على تضمنه العقيدة بالأصنام، ورده بعضهم بأن ذلك لم يكن في جميع الأحوال عند الأصنام، فربما كان مع الرجل زلمان، يستقسم بهما إذا شاء. ويرد ذلك بأن هذا لا ينافي كون العلة تكريم الأصنام، فإن الظاهر أن الأصل في ذلك عندهم أن يكون عند الأصنام، وعند تعذر الحضور في بيت الصنم يستقسم بما معه من الأزلام، كما أن الظاهر أن هذا ليس من العلة المنحصرة، فيمكن أن يكون لحرمته علل أخرى.
وكيف كان، قال في لسان العرب (قال الأزهري): الاستقسام مذكور في موضعه، والأزلام كانت لقريش في الجاهلية مكتوب عليها أمر ونهي، وافعل ولا تفعل، قد زلمت وسويت ووضعت في الكعبة، يقوم بها سدنة البيت. فإذا أراد رجل سفرا أو نكاحا، أتى السادن، فقال: اخرج لي زلما. فيخرجه وينظر إليه، فإذا خرج قدح الأمر، مضى على ما عزم عليه، وإن خرج قدح النهي، قعد عما أراده، وربما كان مع الرجل زلمان، وضعهما في قرابه، فإذا أراد الاستقسام أخرج أحدهما).
وقال أبو البقاء في تفسيره (كانت سبعة عند سادن الكعبة، عليها أعلام، كانوا يحكمونها (يجيلونها - خ ل)، فإن أمرتهم ائتمروا، وإن نهتهم انتهوا).
وروى الطبري في تفسيره عن ابن إسحاق، قال: كانت هبل أعظم أصنام قريش بمكة، وكانت في بئر في جوف الكعبة، وكانت تلك البئر هي التي يجمع فيها ما يهدى
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»