مازح فاطمة فتبسمت فأضاء ذلك النور من ثناياها ومنها أن من ترك حرمتها فكان كمن أشرك بالله كما روي أن النبي أمر بقطع لص فقال اللص يا رسول الله قدمته في الإسلام وتأمره بالقطع فقال لو كانت ابنتي فاطمة فحزنت فنزل جبرئيل بقوله لئن أشركت ليحبطن عملك فحزن رسول الله فنزل لو كان فيهما آلهته إلا الله لفسدتا فتعجب النبي من ذلك فنزل جبرئيل فقال كانت فاطمة حزنت من قولك فهذه الآيات لوافقتها لترضى ومنها ما روي أن فاطمة تمنت وكيلا عند غزاة علي فنزل رب المشرق لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا ومنها ما روي عن النبي قال لما خلق الله الجنة خلقها من نور وجهه ثم أخذ ذلك النور فقذفه فأصابني ثلث النور وأصاب فاطمة ثلث النور فأصاب عليا وأهل بيته ثلث النور فمن أصابه من ذلك النور اهتدى الى ولاية آل محمد ومن لم يصبه من ذلك النور ضل عن ولاية آل محمد أقول أن خبر بتثليث النور إشارة الى جلالة الصديقة الكبرى لأن الله عز وجل جعلها مقابلة لنبوة محمد وإمامة الأئمة الأثني عشر بل هي قطب في مقاماتهم ويؤيده حديث الكساء فأنهم ومنها في ثواب الصلوة عليها روي عن علي عن فاطمة قال قال لي رسول الله يا فاطمة من صلى عليك غفر الله والحقه فيما حيث كنت من الجنة ومنها أن خادمتها الفضة في عشرين سنة ما تكلم سوى القرآن المجيد كما في البحار عن أبي القشيري في كتابه قال بعضهم انقطعت في القافلة فوجدت امرأة فقلت لها من أنت فقالت وقل سلام فسوف تعلمون فسلمت عليها فقلت ما تصنعين هيهنا قال من يهدي الله فلا مضل له فقلت أمن الجن أنت أم من الإنس قالت يا بني آدم خذوا زينتكم فقلت من أين أقبلت قالت ينادون من مكان بعيد فقلت أين تقصدين قالت ولله على الناس حج البيت فقلت متى انقطعت قالت ولقد خلقنا السموات والأرض في ستة أيام فقلت أتشتهين طعاما فقالت وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام فأطعمتها ثم قلت هرولي وتعجلي قالت لا يكلف الله نفسا إلا وسعها فقلت أردفك فقالت لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فنزلت فاركبتها فقالت سبحان الذي سخر لنا هذا فلما ادركنا القافلة قلت ألك أحد فيها قالت
(٣١)