مجمع النورين - الشيخ أبو الحسن المرندي - الصفحة ٣٣
بين يدي كرامة لي وعوض لك من ذلك التاج الذي صاغه سليمان لصهره أن جعل بيديك لواء الحمد يوم القيامة ومنها أول ديوان يكون يوم القيامة ديوان فاطمة مع من ظلمها في نفسها وأولادها وأول دم يؤخذ دم ابنها المحسن كما وردت به الروايات وذلك الديوان أصعب هول يكون على أهل المحشر لأن الله تعالى يغضب لغضبها حتى يخشا على الخلق كلهم من غضب الله تعالى كما في الأنوار النعمانية وفي رواية فسر قوله تعالى وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت بقتل المحسن في يوم القيامة ومنها ما ذكره في الأنوار النعمانية أن النبي كلن يتمنى بأن يكون له زوجة مثل فاطمة ولم يحصل له ومنها حكاية الدر الذي نزل من السماء يوم تزويجها في الكوفة مشهورة كما نقل عن والد الشيخ البهائي ره وكتب عليه أنا در من السماء نزلوني يوم تزويج والد السبطين كنت أصفى من اللجين بياضا صبغتني دماء نهر الحسيني ومنها أن من مقنعتها كان يظهر النور كالشمس والقمر وأسلم ببركتها خلق كثير كما في نصوص مستفيضة وسيأتي بعضها في فصل زهدها ففي الخرايج أن عليا استقرض من يهودي فاسترهنه شيئا فدفع إليه ملاة فاطمة وكانت من الصوف فأدخلها اليهودي إلى دارها ووضعها في بيت فلما كانت الليلة دخلت زوجته البيت الذي فيه الملائة يشتعل فرأت نورا ساطعا في البيت أضائه كله فانصرفت إلى زوجها فاخبرته بأنها رأت في ذلك البيت ضوء عظيما فتعجب اليهودي زوجها وقد نسى أن في بيته ملائة فاطمة فنهض مسرعا ودخل البيت فإذا ضياء الملائة ينشر شعاعها كأنه يشتعل من بدر منير يلمع من قريب فتعجب من ذلك فأمعن النظر في موضع الملائة فعلم أن ذلك من ملائة فاطمة فخرج اليهودي يعدوا إلى أقربائه وزوجته تعدوا إلى أقربائها فاجتمعوا ثمانون من اليهود فرأوا ذلك فاسلم كلهم ومنها أن جبرئيل أتي لها بلباس الجنة وزينتها لتلبس في عرس اليهود والقريش وما أتى لغيرها من النساء في الدنيا بل آدم وحواء لو نزع منهما لباس الجنة لما نزلا في الدنيا كما في الخرايج أن اليهود كان لهم عرس فجاؤا إلى رسول الله وقالوا لنا حق الجوار فنسألك أن تبعث فاطمة بنتك إلى دارنا حتى يزداد عرسنا بها وألحوا عليه فقال إنها زوجة علي بن أبي طالب وهي بحكمه و
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»