مجمع النورين - الشيخ أبو الحسن المرندي - الصفحة ٢٨
أبيها كما مضى سابقا في حديث الكساء وما ورد تواترا من أن رضاها رضى الله وسخطها سخط الله وأن الله ليغضب لغضبها ويسر بسرورها فلو لم تكن معصومة ليلزم أن رضى الله بكل ما ترضاها وإن كانت معصية وبطلانه واضح و منها أن النبي كما هو مورد وحي الله سبحانه كذلك الصديقة الطاهرة فاطمة عليها السلام كانت مصدر حديث كما مضى في خبر بصائر الدرجات عن الصادق عليه السلام في الفصل الرابع فراجع فلذا سميت محدثه لأن الملائكة تحدثها بما كان وما يكون وما لم يكن إلى يوم القيامة وحديث سلمان عن العمار بما كان وما يكون وما لم يكن كما سيأتي في الفصل الآتي ومنها أنه ورد في حقها القرآن وهو قوله تعالى وما أرسلنا من رسول ولا نبي ولا محدث كما في بعض الروايات وإنها كانت محدثة كما في اخرى ومنها أنها الإنسية الحورية ومنها أنها والدة الحقيقية لجميع الامة كما يستفاد من الأدلة ومنها أنها المولاة للأمة بل الخلق كافة سوى النبي والأئمة كما مضى في الفصل التاسع في حديث الطارق فراجع ومنها أنها الحاكمة والشفيعة يوم الجزاء ولم يدخل أحد من الرجال والنساء في الجنة أو في النار إلا بحكمها واذنها لأنها من جملة صداقها كما هو نص الأخبار المستفيضة الآتية في فصل صداقها بل لا يأكل أحد من الأولين والآخرين من طعام الجنة من آدم فمن دونه من الأنبياء وغيرهم إلا باذن الصديقة الكبرى كما في البحار فراجع حتى لا تكون من الغافلين ومنها أنها علة وجود الأنوار الأحد عشر كما ورد في زيارتها خليفة الورع والزهد وتفاحة الفردوس والخلد التي شرفت مولدها بنساء الجنة وسلك منها أنوار الأئمة وأرخيت دونها حجاب النبوة ومنها أنها كانت صديقة فلم يغسلها إلا صديق وهو أمير المؤمنين كما أن مريم كانت صديقة لم يغسلها إلا عيسى ومنها أن الله تعالى حرم النساء على أمير المؤمنين مادام فاطمة حية لأنها طاهرة لا تحيض أقول علة الحرمة أن عدم حيضها رافع لعذر أمير المؤمنين فلذا حملت بالحسين يوم تولد الحسن كما روي في البحار عن الصادق (ع) ومنها أنها كانت أعلم من أصحاب الرسول كما عن موسى بن جعفر عن آبائه عن علي قال قال رسول الله أصحابه عن المرأة ماهي قالوا عورة
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»