مجمع النورين - الشيخ أبو الحسن المرندي - الصفحة ٢٦
القلوب مرفوعا إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه قال كنت جالسا عند النبي في المسجد إذ دخل العباس بن عبد المطلب فسلم فرد النبي ورحب به فقال يارسول الله بما فضل الله علينا علي بن أبي طالب أهل البيت والمعادن واحدة فقال النبي إذا أخبرك يا عم أن الله خلقني وخلق عليا ولا سماء ولا أرض ولا جنة ولا نار ولا لوح ولا قلم فلما عزوجل بدو خلقتنا تكلم بكلمة فكانت نورا ثم تكلم كلمة ثانية فكانت روحا فمرج فيما بينهما واعتدلا فخلقني و عليا منهما ثم فتق من نوري نور العرش فأنا أجل من العرش ثم فتق من نور علي نور السموات فعلى أجل من السموات ثم فتق من نور الحسن نور الشمس ومن نور الحسين نور القمر وكانت الملائكة تسبح الله تعالى وتقول في تسبيحها سبوح قدوس من أنوار ما أكرمها على الله تعالى فلما أراد الله تعالى أن يبلو الملائكة أرسل عليهم سحابا من ظلمة وكانت الملائكة لا تنظر أولها من آخرها ولا آخرها من أولها فقالت الملائكة إلهنا وسيدنا مذ خلقتنا ما رأينا مثل ما نحن فيه فنسألك بحق هذه الأنوار ألا ما كشفت عنا فقال الله عزوجل وعزتي وجلالي لأفعلن فخلق نور فاطمة الزهراء يومئذ كالقنديل وعلقه في قرطاء العرش فزهرت السموات السبه والأرضون السبع من أجل ذلك سميت فاطمة الزهراء وكانت تسبح الله وتقدسه فقال الله وعزتي وجلالي لأجعلن ثواب تسبيحكم وتقديسكم إلى يوم القيامة لمحبي هذه المرأة وأبيها وبنيها قال سلمان فخرج العباس فلقيه علي بن أبي طالب فضمه إلى صدره وقبل مابين عينيه وقال بأبي عترة المصطفى من أهل بيت ما أكرمكم على الله تعالى في خصايص الصديقة الكبرى عليها السلام منها ما أمر الله سبحانه نبيه حين انعقاد نطفتها الشريفة بمقدمات عجيبة كما في رواية طويلة من اعتكافه في بيت فاطمة بنت أسد أربعين يوما صائما نهارها وقائما ليلها ولم يفطر إلا بطعام الجنة وشرابها الطهور ولم يدخل بيت خديجة إلا بعد انقضاء المدة لانعقاد النطفة الشريفة وهذه الفضيلة لم تتفق لأحد من الأولين والآخرين حتى الأنبياء والمرسلين والأئمة الطاهرين
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»