كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٤٢
ويؤكد هذا العدد " ثلاثين ألفا " ما رواه أبو عبد الله، الصادق، من " أن الحسين دخل على الحسن في مرضه الذي استشهد فيه، فلما رأى ما به بكى، فقال له الحسن: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ فقال: أبكي لما صنع بك! فقال الحسن: إن الذي أوتي إلي سم أقتل به، ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، وقد ازدلف إليك ثلاثون ألفا يدعون أنهم من أمة جدنا محمد وينتحلون دين الإسلام، فيجتمعون على قتلك، وسفك دمك، وانتهاك حرمتك، وسبي ذراريك ونسائك، وانتهاب ثقلك " (1) ومن المؤكد بأن الأئمة الكرام إذا حدثوا، فإنما يحدثون عن رسول الله، ورسول الله لا ينطق عن الهوى، فكافة المعلومات التي يثبت صدورها عن أئمة أهل بيت النبي هي معلومات يقينية من جميع الوجوه.
قال أبو الفداء في تاريخه (2): إن عمر بن سعد بن أبي وقاص خرج في أربعة آلاف، وإن الحر قد خرج في ألفين، فمن المعروف أن عمر بن سعد هو القائد العام للعمليات الحربية في كربلاء، والمكلف بقيادتها وتوجيهها حسب الأوامر التي يتلقاها من عبيد الله بن زياد، ومن الخليفة يزيد بن معاوية، ومن المعروف أن القوة التي قادها الحر هي قوة مهمتها الاستطلاع وتقييد حركة الإمام الحسين حتى يتكامل جيش الخلافة، ومن المؤكد أن مجموعة من القبائل ككندة، وهوازن، وتميم، وبني أسد، ومذحج قد لبت نداء ابن زياد وخرجت للقتال بقيادة المتوجهين من رجالاتها كقيس بن الأشعث، وشمر بن ذي الجوشن، وهلال بن الأعور.. الخ ومن الطبيعي جدا أن تنظم هذه القبائل لبقية جيش الخليفة، وأن تضع نفسها تحت تصرف القائد العام عمر بن سعد بن أبي وقاص، وأن تأتمر بأمره ليشركها في الغنائم، ولينقل لأسياده بطولة الوجوه وقبائلهم، فينالوا حظوة الأسياد!!.
ووردت روايات بأن العدد أكثر من ذلك، ففي هامش " تذكرة الخواص " لسبط ابن الجوزي رواية تفيد أن عدد الفئة الثانية " جيش الخليفة " كان مائة ألف،

(1) راجع أمالي الصدوق ص 71 مجلس 30.
(2) تاريخ أبي الفداء ص 190.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327