كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٧٠
4 - كتاب عبيد الله بن زياد لعمر بن سعد الذي يأمره فيه بما يلي: " أما بعد فحل بين الحسين وأصحابه وبين الماء ولا يذوقوا منه قطرة... " (1).
فهل يتجرأ عبدا تافه سليل عبيد على مثل هذه الأفعال والتصريحات ما لم يكن مفوضا بالفعل تفويضا كاملا من سيده يزيد بن معاوية،!! لقد أطلق يزيد يد عبيد الله بن زياد في العراق وجعل منه طاغوتا مستكبرا، يحكم حكما مطلقا ويسخر كل موارد العراق وطاقاته وإمكاناته لغاية قتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة!! وهذا أمر من الوضوح بحيث أنه لا يحتاج إلى إثبات.
5 - ثم انظر إلى كتاب يزيد بن معاوية إلى واليه على المدينة فيه وبالحرف:
بأخذ البيعة على أهل المدينة عامة وخاصة على الحسين. ويقول في الكتاب:
" فإن أبى عليك فاضرب عنقه " (2) لقد صدر المرسوم الملكي قبل أن يمتنع الإمام الحسين عن البيعة وقبل أن يخرج، وقبل أن يدلي بتصريحاته التي فضحت الخليفة ونظامه، وقال الطبري إن يزيد قد كتب إلى واليه على المدينة: " أما بعد فخذ حسينا و... أخذا شديدا ليست فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام " (3) فإذا كان يزيد بن معاوية يأمر بقتل الحسين إن امتنع عن البيعة، وقبل أن يمتنع. فمن باب أولى أن يأمر بقتله إذا امتنع بالفعل، وخرج عليه بالفعل، وخرج بما صرح به بالفعل!!! وإذا أمر بقتل الإمام الحسين وهو عميد أهل بيت النبوة وآل محمد وذوي قرباه، فأهون عليه الأمر بقتل من سواه ممن هم دونه.
6 - وبعد أن تمت المذبحة بالصورة المأساوية البشعة، لم يوجه الخليفة

(١) برواية الطبري عن حميد بن مسلم، راجع معالم المدرستين ج ٣ ص ٨٤، تاريخ الطبري ج ٣ ص ٣١١ والإرشاد ص ٢٢٨، والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ٥٥٢، وبحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٨٩ والعوالم ج ١٧ ص ٢٤٠.
(٢) مثير الأحزان لابن نما ص ١٤ - ١٥، واللهوف في قتلى الطفوف ص ٩ - 10 والفتوح لابن أعثم الكوفي ج 5 ص 10، ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 180 - 185.
(3) تاريخ الطبري باب " خلافة يزيد بن معاوية " ج 6 ص 188.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327