أكمل الرجال حجج الله على خلقه من رسل وأنبياء وأئمة وقد حصل هذا الكمال المطلق والتام في الدين لكثير من الرجال حسب نص الحديث كالأنبياء والمرسلين والأوصياء والأئمة المعصومين (ع) لأن الله تعالى شأنه لا يرسل رسولا أو نبيا ولا ينصب وصيا أو إماما فيجعله حجة على خلقه إلا بعد أن يوفر له كافة المستلزمات للكمال بحيث يكون أكمل أهل زمانه في كافة الصفات الكمالية التي يمكن للإنسان أن يتصف بها، حتى يستطيع أن يكمل غيره، وحتى تقوم به الحجة لله على عباده. ذلك لأن معطي الشيء لا يمكن أن يكون فاقدا له، كما أن فاقد الشيء لا يمكن أن يكون معطيا له. فبإيجاد الله الكمال التام لحججه استطاعوا أن يكملوا غيرهم ممن اهتدى بهم واقتدى بكمالهم، ولو كانوا فاقدين له في أنفسهم لما استطاعوا - أصلا - أن يكملوا غيرهم.
ورحم الله الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء حيث يقول في كتابه الجليل (الدين والإسلام) (1): إن من القواعد الأولية، والمبادئ المقررة في العقول الثابتة في النفوس التي هي من غرائزها الأولية وفطرتها الطبيعية - وكفى بالامتحان والتجارب شاهد صدق عليها - ألا وهي ما قررته الحكماء من أن (معطي الشيء لا يكون فاقد الشيء، كما وان فاقد الشيء لا يكون معطي الشيء).
وهذه القاعدة من المسجلات في الكون واللزوميات التي ما انتقضت ولا اختلفت أبدا. فهل ترى فاقد التربية يكون مربيا؟ والجاهل يصبح