قال لها: أقدمي خير مقدم يا خديجة أنت خير أمهات المؤمنين وأفضلهن وسيدة نساء العالمين إلا مريم، وآسية امرأة فرعون، أسلمتك يا خديجة على كره مني وقد جعل الله للمؤمنين بالكره خيرا كثيرا، إلحقي يا خديجة بأمك حواء في الجنة، وبأختك سارة أم إسحاق التي آمنت بالله جل جلاله... أقدمي يا خديجة على أختك أم موسى وهارون التي ربط الله على قلبها بالصبر لتكون من المؤمنين، وأوحى الله إليها كما أوحى إلى الأنبياء والمرسلين.... وأقدمي على أختك كلثم بنت عمران أخت موسى وهارون.... وأقدمي على أختيك يا خديجة على آسية ومريم لا مثيل لهما من نساء العالمين، وقد جعلهما الله مثلا للذين آمنوا من الرجال والنساء يقتدي بهما كل مؤمن ومؤمنة. وإن ربي زوجنيهما ليلة أسري بي عند سدرة المنتهى فهما ضراتك يا خديجة.... فضحكت خديجة وهي ثقيلة بالموت وقالت له: هنيئا لك يا رسول الله بارك الله لهما فيك وبارك الله لك فيهما، الحمد لله الذي أقر عينيك بهما، وما هما ضرتاي يا رسول الله لأنه لا غيرة بيننا ولكنهما أختاي فقال النبي (ص): هذا والله الحق المبين وتمام اليقين والفضل في الدين.... الخ.
وروى المازندراني الحائري في كتابه (شجرة طوبى) ص 22 ج 2 مرسلا قال: ولما أشتد مرض خديجة قالت: يا رسول الله إسمع وصاياي: أولا فإني قاصرة في حقك فأعفني يا رسول الله، قال (ص) حاشا وكلا ما رأيت منك تقصيرا فقد بلغت جهدك وتعبت في داري غاية التعب ولقد بذلت أموالك وصرفت في سبيل الله جميع مالك. ثم قالت يا رسول الله الوصية