الكتاب ومهيمنا عليه " [المائدة / 49]. وقال تعالى: " ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين " [النحل / 90]. وقال تعالى: " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " [الحجر / 10]. وقال تعالى: " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " [الاسراء / 89].
وباختصاصه بدين قيم يقوم على جميع مصالح الدنيا والآخرة قال تعالى: " فأقم وجهك للدين القيم " [الروم / 44]. وبرفع ذكره وجعله مقرونا بذكره تعالى قال عز من قائل " ورفعنا لك ذكرك " [الانشراح / 5]. وبإعطائه أهل بيته الذين هم منه وهو منهم وجعلهم أئمة حق بعده قائمين مقامه واحدا بعد واحد إلى يوم القيامة في تبليغ دينه القيم الخالد إلى الأجيال، وحفظه من الضياع، وجعلهم مثالا تاما له (ص) في وجوب إطاعته المطلقة على جميع العباد كما قال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " [النساء / 60]. وبذلك وغير ذلك رفع درجاته، وفضله وأهل بيته على الأولين والآخرين وأنزل فيهم " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " [الأحزاب / 34]. فهم جميعا أكمل الأولين والآخرين وقد يحصل هذا الكمال المطلق التام في العقل والدين لبعض أفذاذ المؤمنين ممن اهتدى بهديهم واقتفى إثرهم، وسيطر بعقله وعلمه على نفسه وشيطانه حتى يكون إنسانا كاملا.
المفضلون الخواص بعد الرسل والأئمة ولقد أنجب الدين الإسلامي الخالد أفذاذا من بين سائر الناس وأنتج أشخاصا من بين سائر الرجال من هذه الأمة قد ارتضعوا صفو دره حتى