صراط الله، والسبل المفرقة عنه فمن ذلك ما روى المفسرون والمحدثون أن الله لما أنزل على النبي (ص) هذه الآية الكريمة " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون " [الأنعام / 154].
قال السيوطي في (الدر المنثور): أخرج أحمد، وعبد بن حميد، والنسائي، والبزار، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وأبن مردويه، والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: خط رسول الله (ص) خطا بيده ثم قال: هذا سبيل الله مستقيما، ثم خط خطوطا عن يمين ذلك الخط وعن شماله ثم قال: وهذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله " ثم قال السيوطي: وأخرج أحمد، وأبن ماجة، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال: كنا جلوسا عند النبي (ص) فخط خطا هكذا أمامه فقال: هذا سبيل الله، وخطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال: هذه سبل الشيطان، ثم وضع يده في الخط الأوسط، وتلا " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه " الآية. كما روى الحديثين عن ابن مسعود وجابر - ابن كثير الدمشقي في (تفسيره) - عن أمة من المفسرين من طرق عديدة وكثيرة. فراجع (1) وقال في تعليقه على الآية الكريمة: إنما وحد سبيله لأن الحق واحد ولهذا جمع السبل لتفرقها وتشعبها كما قال تعالى: " الله ولي الذين آمنوا