معلما. والبائس العادم لقيراط يبذل قنطارا؟ كلا (1): إن هذه القاعدة ما انتقضت ولن تنتقض أبدا.... الخ.
نعم هي قاعدة ثابتة في النفوس البشرية بفطرتها الطبيعية سواء كانت مؤمنة مطيعة، أو كافرة عاصية، مستيقنة إلهية، أو ملحدة مادية.
ومن هنا يتضح لدى كل إنسان عاقل أن مبدأ الكون وإيجاده إنما هو من ذات قوية أزلية مدركة مستجمعة بذاتها لكل صفات الجمال والكمال والجلال، ذلك هو الله وحده لا شريك له. " وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم " [الحجر / 21] لا أن مبدأ الكون وموجده الطبيعة العمياء الصماء البكماء كما يقول الملحدون، ولا هي الصدفة - التي بمعنى حصول الفعل من دون عناية الفاعل به وقصده إليه - كما يقول السوفسطائيون. بل الكامل مطلقا هو الذي أفاض الكمال على كافة مخلوقاته وهو الله العلي الحكيم.
وشاء في حكمته أن يجعل أكملهم جميعا حججه على عباده من رسل وأنبياء وأوصياء ليقوموا بدورهم في دعوة الأمم إلى تكاملهم، كما قال رسول الله (ص) في حديث له: وما بعث الله نبيا ولا رسولا حتى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته... الخ (2)، فإن جميع رسل